* نجح أولاد السودان في قهر المحال، وعبروا بثبات وإقتدار إلى محطة متقدمة من بطولة الشان ليزرعوا الفرح في كل بيت سوداني، وليثبتوا أن الذهب لا يصدأ، وأن المنتخب العريق عائد لاسترداد مجده
* يا سلام على الأداء، ويا سلام على الروح القتالية التي تحوّلت إلى وقود متدفق، ويا سلام على الهجوم الكاسح الذي أربك الخصوم، وعلى الدفاع الذي وقف كالجبال لا يتزحزح
* نجومنا أبدعوا وتفننوا وأثبتوا أن السودان حين يحضر…تحضر المتعة، ويولد الإبداع، ويطل النصر من نوافذ العزيمة
* لتعلم القارة السمراء أن هذا هو الطبيعي وأن الفوز والتقدم في البطولات هو ما يليق بمنتخب البلد المؤسس، ومعلم الشعوب فنون المستديرة
* منتخب السودان لا يطلب المستحيل، بل يطلب مكانته المستحقة بين الكبار، وما حدث مجرد تذكير بأن تماسيح النيل إذا حضرت فلا صوت يعلو فوق صوتها
* شكراً لنجوم منتخبنا فرداً فرداً وبدون ذكر اسماء، من الحارس الذي حمى العرين بشجاعة الأسود، إلى المهاجم الذي لا يرحم أمام المرمى، مروراً بوسط الميدان الذي وزّع الكرات كما يوزّع المايسترو نوتاته في سيمفونية بديعة
* وشكراً للخبير الغاني كواسي أبياه، الذي يثبت في كل مرة أنه يقود المنتخب بكفاءة واقتدار، يرسم الخطط، يغرس الانضباط، ويقود أولادنا بثقة نحو منصات المجد
* ورغم الفرح، علينا أن ندرك أن الرواية لم تُكتب كاملة بعد، فما زلنا في منتصف والطريقة، البطولة دخلت مراحلها الأصعب، والمباراة القادمة أمام منتخب مدغشقر غداً هي المحك الحقيقي، الفوز فيها لا يعني مجرد عبور محطة، بل هو تثبيت للخطوة وإعلان صريح بأن السودان عائد ليأخذ مكانه الطبيعي بين كبار القارة
* منتخب مدغشقر خصم لا يُستهان به، يعتمد على السرعة في المرتدات، ويجيد إستغلال الأطراف بشكل كبير عبر أجنحته النشطة، كما أنه يتميز بالضغط العالي في الدقائق الأولى لإرباك الخصوم، لكن في المقابل، يترك مساحات واضحة خلف خطوطه عند الاندفاع، وهو ما يفتح الباب أمام مهاجمينا لإستغلال الفراغات بالتمريرات العمودية السريعة، كما أن خط دفاعهم يعاني من قلة التركيز في الكرات الهوائية، وهنا يأتي دور المهاجمين أصحاب البنية القوية وحُسن التمركز
* المطلوب الآن تركيز عالٍ وانضباط كامل، وعلى لاعبينا أن يدخلوا اللقاء بذات الروح القتالية، وأن يتعاملوا مع المباراة كأنها نهائي مبكر
* أما الجمهور فعليه أن يقدّم الدعم الصادق بعيداً عن المبالغة في الأفراح قبل أوانها
* فلنصبر، ولنشد من أزرهم، ولنهتف من قلوبنا… الطريق ما زال أمامنا، والحلم يقترب، وغداً يكون الفرح مضاعفاً بختام يليق بعظمة السودان وأمجاده الكروية
باص قاتل
عجبوني أولاد السودان…فرّحوا كل الألوان!!