- فى إحدى الليالى كانت هنالك ندوة بنادى الهلال بمسرح كرومة وبينما انا اهم بمغادرة الندوة بعد انتهائها جاءنى قطب الهلال المعروف الطيب قرشى رحمه الله طالباً منى مرافقته للتعرف على شخصية قال لى إنه رجل اعمال وإنه سيفبد الهلال متى ما اتيحت له الفرصة
- لم يكن الشخص المعنى يقف بعيداً عنا وفعلاً توجهت معه حيث يقف ذلك الشخص وتبادلنا التحية ودار بيننا حوار قصير عرفت من خلاله إن الرجل إسمه الفاضل التوم التهامى وأضاف المرحوم الطيب قرشى أنه يملك مكتب ومحلات تجاربة بالسوق المحلى الخرطوم وغيره
داخل وخارج السودان - وقتها لم أستطع الخروج بإنطباع محدد وقاطع عن الرجل لقصر المدة بالإضافة الى انه بدأ وكأنه على عجلة من أمره أو إنه ليس من النوع الذى يحب الثرثرة وكثرة الحديث ولكن مع كل ذلك بدأ لى الرجل عملياً ويبدو واثقاً من نفسه كما لاحظت من خلال كلامه المختصر إنه علي درجة من العلم بدت واضحة فانتفت عندى صورة التاجر اورجل الأعمال التقليدى الذى يملك من المال الكثير مع قلة فى التعليم وفقر واضح فى الثقافة والإلمام بما يجرى خارج السوق
- ذهب كل منا فى حاله وتعددت بعدها لقاءاتنا تأكدت من خلالها من حبه واخلاصه المطلق للهلال وقد تمددت علاقاته بمجتمع الهلال وقدم نفسه بصورة أهلته ليكون محط الأنظار وإهتمام الجماهير والقيادات الهلالية فى وقت وجيز دون عجلة منه وهو يتقدم الصفوف بهدوء ورزانة وذكاء يحسد عليه كما أنه لم يتعجل الأضواء مطلقاً ولم يسع اليها بتلك الصورة التي مارسها كثيرون من الذين ظهروا فى مجتمع الهلال منهم من ذهب دون رجعة لقلة فى الفهم و القدرات التى تجعله ينافس فى التقدم ليحتل موقعاً فى المقدمة ومنهم من بقى دون أن يضع بصمته اويترك اثراً واضحاً يمكن ان يخلد به إسمه فى سجل الخالدين
- يبدو ان الأخ / الفاضل التوم قد قرأ التاريخ جيداً وخطط بوعى لمستقبله فى الهلال بعد أن درس البيئة الهلالية من كل جوانبها فالرجل بنى نفسه بنفسه فهو على درجة عالية من العلم (خريج جامعى) وجاء من ببئة تتوشح بقيم الفراسة والكرم والشهامة وعزة النفس ولهذا فالفاضل يبدو صارماً وجاداً ويبتسم فى حدود ولا يعرف الضحك بصوت عال كما يبدو غير مشغول بالآخرين لا
استخفافاً بهم ولكنه يعمل تحت شعار (رحم الله إمرء شغلته نفسه عن تتبع الآخرين) ومع كل ذلك يبدو ودوداً ولكنه لايمنحك من الوقت الا بمقدار ما تقتضيه الضرورة ولعل هذه صفة من صفات الرجل الناجح والذى ينظر للمستقبل دون الإلتفات للوراء إلا بما يستلهم منه الدروس والعبر
من صفاته أيضاً إنه لايحب النفاق والمنافقين و(كسارين التلج) خاصة فى مجال الصحافة الرياضية كما إنه لايخشى الإعلام ولا يطارده ولهذا يبدو مظلوماً إعلامياً فالفاضل هو إحد ركائز هذا المجلس الراسخة والقوية والتى لاغنى عنها خاصة عند ما يتعرض الهلال للظلم من اية جهة كانت لنجد الأعين تتجه للفاضل ربما دون غيره وذلك للكاريزما وقوة الشخصية التى يتمع بها ..ظل دعمه للهلال متصلاً منه ما هو معلوم ومنه ما ليس معلوماً للعامة وقد لا يعلم الكثيرون إن التفاهم والإنسجام بينه وبين العليقي فى قمته وهما يشكلان ثنائياً لاغنى عنه فى اطار تكامل وتوافق تامين لكل منظومة مجلس الإدارة الموحد والمتحد فى ظاهره وباطنه - يتصف الفاضل بشئ من روح المغامرة المطلوبة فضلاً عن ثقته المطلقة بنفسه وبقدراته
الذاتية ويبدو ذلك واضحاً وجلياً
فى تصديه لقيادة عدد من بعثات الهلال الخارجية التى يتهرب من ترأسها الكثيرون فيتصدى الفاضل لقيادتها غير هياب ولا وجل بل ويتكفل بكل منصرفات البعثة كما فعل في رحلة القاهرة الأخيرة والتي علمنا انه تكفل بكل متصرفاتها من ايجار فندق وخلافه .. - مما يدل على ذكاء الفاضل التوم إنه لم يترشح لمنصب الأمين العام أو أميناً للمال ليس خوفاً من السقوط أو الفشل فإن كان يريد أى من المنصبين لناله
بسهولة ولا تهرباً من المسؤولية
ولكنه كان يعلم بأن تولى أى من
المنصبين سيتعارض مع طبيعة عمله كرجل أعمال ولكن منصبه
الحالى( كمساعد للرئيس) سيوفر له قدراً من الحركة ومساحة كافية لإدارة اعماله الخاصة دون أن ينقص ذلك من دوره فى الهلال وتقديم الدعم له بأشكاله المختلفة كما بحدث منه الآن
تبقى الحقيقة التى لا خلاف حولها وهى إن الهلال لايمكنه أن
يستغنى عن الفاضل التوم وامثاله من الشباب الواعد الذين يحملون مشاعل التغيير للأفضل
ونبنى عليهم آمالاً عريضة فى الإنتقال بالهلال لمراحل متقدمة فى مسيرته القاصدة للتتويج والتوشح بالبطولات الخارجية
التى انتظرناها طويلاً - من أهم صفاته إنه لايخضع للإبتزاز ولا ينكسر او ينحنى أمام المبتزين خاصة الإعلاميين
من الذين عرفوا بهذه الصفة وذلك لأنه يعلم بأنه ليس هنالك ما يخشاه أو يتوارى منه خجلاً
ولهذا فإن من حاولوا اسنخدام هده الوسيلة ( وسيلة الإبتزاز ) قد طال وقوفهم على عتبات الإنتظار واخيراً لم بجدوا مفراً
من الإستسلام لقدرهم دون
أن يحقق أى منهم هدفه.. - غداً نتحدث عن المهندس رامي كمال نائب الامين العام لنادي الهلال
-25 يونيو، 2025