- قد لايعلم الكثيرون إن علاقة قوية كانت تربطنى بأفراد من اسرة البروف حسن على عيسى تعود للعام(1974) عندما جئت إلى مدينة الحصاحيصا مفصولاً من مدرسة خورطقت الثانوية فصلاً مؤقتاً بسبب دورى فى تأجيج مظاهرات شعبان وقتها التى اندلعت فى مواجهة نظام حكم الرئيس نميري وبما إننى كنت عضواً فاعلاً فى الجبهة الديمقراطية والتى كانت إحدى افرع الحزب الشيوعى فقد طلب منى الحزب أن اقضى فترة الإيقاف بمدينة الحصاحيصا على أن أتصل بمجرد وصولى بالأستاذ(بلة خلف الله) عليه رحمة الله والذى كان يعمل معلماً بمدرسة الحصاحيصا الثانوية للبنات متخصصاً فى تدريس مادتى (الكيمياء والفيزياء) وهو من يتدبر أمرى وقبل لقائى به نزلت بـ(لوكاندة بحرى الجزيرة) والتى كانت مملوكة لشخص اسمه صلاح عبد الكريم وكانت تقع فى السوق غرب السكة حديد مباشرة ولكى لا اطيل فى التفاصيل فقد تعرفت فى تلك الفترة القصيرة على كل من الأخ المرحوم/أزهرى على عيسى شقيق الدكتور /حسن على عيسى والتوأم اللواء عبدالله حسن عيسى وعبد الرحمن حسن عيسى والذى توفاه الله فى سن مبكرة له الرحمة وقد وجدت من هذا الثلاثي من الترحيب والاحترام مالم اجده من غيرهم وكثيراً ماكنت فى ضيافتهم بدورهم العامرة دون إن يعلم أى منهم بحقيقة أمرى إلا عند مغادرتى للحصاحيصا بصفة نهائية وقد كانوا وقتها طلاباً بمدرسة الحصاحيصا الثانوية الحكومية بينما تمكنت انا فى تلك الفترة القصيرة من الإلتحاق بمدرسة الحصاحيصا الشعبية كطالب ولاعب بفريق كرة القدم تم ذلك بتنسيق بين الأستاذين (بلة خلف الله) و(مصطفى كيمياء) الذى كان معلماً للكيمياء ومشرفاً على فريق كرة القدم بمدرسة الحصاحيصا الشعبية
- كان لابد من هذه المقدمة للدخول فى مقال اليوم الذى أخصصه للحديث عن الدكتور حسن على عيسى بصفته الأمين العام لنادى الهلال والذى لم تسعفنى الظروف بالتعرف عليه عندما كنت بالحصاحيصا فى ذلك الزمان دون أن أجد سبباً لذلك حتى هذه اللحظة
- كلنا نعلم أن الأمين العام قد دخل مجلس إدارة الهلال قادماً
من المدرجات بعد أن تقلد منصب رئيس رابطة أهل الهلال وهو يحمل افخم الدرجات العلمية محاضراً بجامعة الخرطوم ورئيساً لشعبة التعريب والترجمةوكان ومازال وسيظل من كبار المترجمين الذين يشار اليهم بالبنان فى المنظمات الدولية و الإقليمية ولأن الهلال(نسيج وحده) ولاشبيه له ببن الأندية الأخرى داخل السودان وخارجه فأنه ليس بالمستغرب أن يقود تشجيعه من المدرجات من هو بهذه القيمة العلمية والوزن الدولى ليؤكد بهذا الموقف إن الهلال قد نشأ وتأسس على قيم وإرث من التاريخ الأخلاقى لم يتوفر لغيره من الأندية وكذلك المجتمعات والكيانات الأخرى مهما تطاولت وبلغ بها الغرور منتهاه - لعل هذا ما يجعلنا نفخر ونعتز بهذا الإنتماء البازخ والمجد التليد الذى تشرئب له الأعناق دون أن تناله أو حتى تلامسه فتكتفى بالتشبه به ومحاولة التقرب منه وهي مستسلمة له
- جاء البروف حسن على عيسى أميناً عاماً لنادى الهلال متوشحاً بالحكمة والوقار والعلم فتشرف به المنصب وإزدان به زينة علي زينته وعظمة علي عظمته فأحسن الأداء وملأ الفراغ وشغل الدنيا والناس.
- مثل الهلال كأحسن ما يكون التمثيل على المستويين داخلياً
وخارجياً فأين ماحط رحاله وأناخ بركابه تتبعه الهيبة ويظلله الوقار وحسن الخلق تنير دروبه هيبة العلم وتسبقه إلى المحافل سيرته العطرة وعطاءه الدفاق ونهر علمه السلسبيل فلله درك
أخي البروف رافع راية الهلال بك نفخر ونعتز ندين لك بالحب والتقدير وتشهد لك جماهير الهلال بصفاء النفس ونقاء القلب وحسن السيرة والسريرة وحب الآخرين دون رياء أو نفاق.. - تواضعت حتى اخجلت التواضع وأعطيت ومازلت تعطى وستظل تعطى فلك مخزون من العطاء لاينصب وبحر من الأدب والترفع عن الصغائر لايجف
- هكذا منذ أن عرفتك وهكذا عرفتك جماهير الهلال التى شيدت لك قصوراً من المحبة والوفاء لاتنهد اركانها ولاتبلى ركائزها ولعل هذا أبسط ما يمكن أن تقدمه لك هذه الجماهير الوفية انت ورفاقك فى مجلس الإدارة وانتم تواصلون الليل بالنهار خدمة وتضحية من أجل هذا الكيان العظيم سعياً حثيثاً للوصول بالهلال الأعظم لأعتلاء منصات التتويج فما تقدمونه للهلال فى مثل هذه الظروف الصعبة والقاسية والتى لا ترحم ضعيفاً ولا تلتفت لمستغيث يستحق الإحتفاء ليس الإحتفاء وحده بل الإنحناءة والتجلة ورفع القبعات تعبيراً عن شكرنا واعترافنا وعرفاننا وكامل تقديرنا لكم فإن كنتم قد بدلتم الغالى والنفيس والمدخر لخدمة الهلال ورفعته فليس أقل من أن نعترف لكم بهذا الفضل والدعاء والإبتهال إلي الله أن يوفقكم ويسدد على طريق الخير خطاكم.
- غداً بإذن الله تعالى نكتب عن الأخ /الفاضل التوم
- تأتى هذه السلسة من المقالات في إطار الوفاء لأعضاء مجلس إدارة الهلال الذين مازالوا قابضين على الجمر في وقت هرب فيه الجميع ورداً على (الهوام) من كل جنس والذين فى عيونهم رمد والذين لا يرون فى الهلال شيئاً جميلاً ولنا معهم حساب عسير فهم معروفون لدينا صوت وصورة
- ويبقى الود ما بقى الهلال.
Menu
