- احتفل البيت الروسي بالقاهرة مع الحكومة المصرية أمس الأول بالذكرى الحادية والستين لتغيير مجري نهر النيل إيذانا ببناء السد العالي.
لم يكن مجرد تغيير مسار ومجري بل كان حدثاً إقتصادياً كبيراً غيِّر مجرى التأريخ و أحدث نقلة كبيرة في العلاقات العربية الروسية التي كانت تقدم المساعدات للمنطقة ومن دون ثمن ودون تطبيق سياسات لي الذراع التي اشتهر بها الغرب. - تابعت جزءاً من تلك الإحتفالات وانتظرت كلمة شكر بحق السودان الذي ضحى بإنسانه وأرضه وتراثه وقدم خدمة جليلة للإنسانية وطبق مفهوم الإيثار في أنبل صوره عندما قام بتهجير إنسانه من أرضه لإنقاذ الملايين من إخوته في شمال الوادي، فالماء هو شريان الحياة وعصبها وقد سمح بعبور فائضه من حصته بموجب إتفاقية مياه النيل لاحياء وتعمير وإستزراع الصحارى المصرية وبذلك فتح المزيد من فرصة العمل وتأمين الغذاء والمساهمة في الصناعات التحويلية فضلاً عن المحافظة على البيئة بزيادة الغطاء النباتي.
- مكاسب مصر من إقامة السد العالي لا تحصى ولا تعد ويكفي إستقرار التيار الكهربائي رغم أن الإعتماد على التوليد الحراري أكبر… فيما لا يزال مواطن السودان يعاني من خدمة الكهرباء رغم السنوات الطويلة والمشروعات المتعددة وآخرها سد مروي.
- لم يتردد حكام السودان لحظة في وضع أراضيه تحت تصرف الحكومة المصرية إحتراماً لأواصر الدم والجوار والمصير المشترك وطبقواً حرفياً الشعارات المرفوعة ومنها وحدة وادي النيل وأنهما دولة واحدة.
- في ذكرى تحويل مجرى النهر تمنيت أن يذكر السودان بالخير بعد أن أغرق أراض ٍ شاسعة ودمر أشجار النخيل وجروف المواطنين وقدمها قرباناً صادقا لإخوتهم في شمال الوادي.
- ما كان للمشروع العملاق أن يرى النور لولا القرار الشجاع من الحكومة السودانية التي قررت التضحية في توقيت فارق.
- لا ننكر الأدوار العظيمة لأم الدنيا تجاه شعب السودان ومنها الإستضافة وحسن المعاملة وتقاسم الخبز والدواء والمواصلات العامة وكل الخدمات مع السودانيين في محنة اللجوء الأخيرة بفعل الحرب
- لكننا بذات القدر نطالب بتعظيم وتثمين دور السودان في مشروع السد العالي تقديراً للخطوة والتي أقدم عليها بإريحية تامة وبلا تردد.
-26 يونيو، 2025