الأزرق الدفاق .. يترقب (قلوب وحناجر) العشاق
كتب : محمد غبوش
الوصول الى حيث يوجد المحبوب لا يكون فقط بالأقدام.. وممارسة الدعم المعنوي المطلوب لا يشترط التواجد داخل أرضية الصدام.
قد تكون الحرب اللعينة التي إندلعت وتتواصل ببلادنا الحبيبة نجحت في حرمان الهلال من تواجد جماهيره المليونية من خلفه بالأجساد والهتافات الداوية.. كما تعودت في كل السنوات الماضية.. ولكنها أبداً ورغم ضراوتها.. وكل ماسببته من لجوء ونزوح لم تمنع تلك الجماهير العاشقة مع (التواجد القلبي) خلف أقمارها.. وممارسة دعمهم المعنوي ولو من على البعد دعاء وتضرع للمولى عز وجل بنصرة ناديها وتثبيت أقدام لاعيبه.
تحدي الإستهلالية.. والوقفة الجماهيرية
دائماً ما تكون البدايات هي الأصعب.. والأكثر مشقة من بقية المشوار.. لذلك ظلت تتعاظم فيها أدوار الدعم المعنوي.
وتحديات كرة القدم ذات النفس الطويل على شاكلة بطولة إفريقيا للأندية الأبطال دائماً ما تأتي بدايتها صعبة على الأندية مهما كان وزنها ومكانتها.. كونها تأتي في بداية موسم يشهد تحديثاً كبيراً وأحياناً شاملاً في تكوين الفريق على مستوى الجهاز الفني ومستوى اللاعبين وهو ما يحتاج لوقت أطول من الإنسجام وترتيب الصفوف للوصول للمستوى الحقيقي.. والإنتظام في بداية سكة الإنتصارات.
وهنا يأتي دور الجماهير العاشقة للنادي الكبير في دعم فريقها.. وقيادته خطوة بخطوة لطريق الثبات الفني.. وشحذ الهمم لأفضل إنطلاقة ممكنة.
جماهير الهلال.. وإختلافية الأبطال
جماهير الهلال تحديداً دوناً عن بقية جماهير الأندية الأخرى تنظر لمسابقة الأبطال نظرة مختلفة.. وتعتبرها البطولة الأهم.. والتحدي الأكبر.. وظلت تاريخياً تقدم في كل مشاركة زرقاء دعماً غير محدود لأقمارها ووقفة جبارة.. حتى نالت بل إنتزعت لقب الجماهير المثالية من قبل الإتحاد الإفريقي (الكاف).
تلك الجماهير ورغم إجبار الحرب لها على الإبتعاد بالإجساد عن لاعبيها إلا أنها ظلت قريبة جداً بالقلوب منهم.. تشاركهم كل تدريب.. وتوازرهم في أي تحدي.. هدفها رؤيتهم دائماً منتصرين ومتقدمين وفي القارة السمراء كما عهدتهم متميزين.
تحدي الجاموس.. والدور المطلوب
غداً الأحد سيخوض الهلال المعشوق تحدي حاسم وهو يستضيف الجاموس الجنوب سوداني.. سابقاً كانت مباريات الارض هذه يثق الجميع بأنها محسومة قبل أن تبدأ لمصلحة الأزرق لكونها كانت تلعب (بالمقبرة الزرقاء) حيث كل داخل مفقود.. وكل خارج مولود، ولكن حالياً بات يلعب بعيداً عن جوهرته وأعين جماهيره لكن ذلك لم ولن يجعله بعيداً عن قلوبها.. وعن دعواتها الصادقة وعن متابعتها اللصيقة له عبر كل ماهو متاح من وسائل المتابعة.
غداً ستكون جماهير الهلال موجودة مع فريقها ومن داخل ملعب أمان بزنزبار ليس بالإجساد ولا بالحناجر الداوية ولكن بالدعوات القلبية الصادقة.
ستكون متواجدة الجماهير الهلالية بزنزبار والمدن التنزانية نعم بالإستاد.. لكنها لن تكون وحدها بل ستشاركها كل جماهير الازرق التواجد.. والدعم لأخوة الغربال وهم يخوضون تحدي البدايات الحاسم.. يهتفون أمام الشاشات (فوق فوق هلالنا فوق) و(ياجاموس أرجى الراجيك من هلالنا المستنيك).. وصدقوني سيسمع أقمار الهلال تلك الهتافات والدعوات الصادقة.. بل سيحسونها لتكون لهم خير معين ودافع لتقديم كل نقطة عرق في الملعب.
دعونا لا نتحجج ببعد المسافات.. فالمسافة عمرها ما وقفت عائق بين الهلال وجماهيره القيافة.. دعونا نتأهب من (عصراً بدري) ونشحن نفوسنا بالامل والتحدي وننتظر اللقاء لنمارس دورنا الذي تعودنا عليه كما كنا نفعل دوماً.
فالإنتماء لنادي بقامة الازرق الدفاق.. يفرض أبداً تواجد وحضور كل العشاق.