* تابعتُ كما تابع غيري ردود الأفعال حول تسجيلات الهلال الأخيرة، ولأول مرة منذ سنوات طويلة أجد حالة إجماع ورضا تام تكسو المشهد من جميع زواياه
* لا تكاد تجد صوتاً معارضاً أو قلماً محتجاً أو جمهوراً متذمراً، بل على العكس تمامًا، تماهت الرؤية بين الإعلام والجماهير وحتى المنظّرين من الإداريين والفنيين، الكل اتفق على كلمة واحدة تسجيلات الهلال هذه المرة غير
* المعتاد أن تخرج أصوات الانتقاد مع كل فترة تسجيلات، لتشير إلى خانة مهملة أو مركز ضعيف لم يلقَ ما يستحقه من إهتمام، غير أن هذه المرة اختفت تلك النغمة المألوفة، فالحراسة وهي أكثر المراكز حساسية تأمنت بالحارس العملاق، بل تم تدعيمها بـ(دبل) على مستوى عالٍ
* الدفاع اكتمل عدداً ونوعاً، الوسط تعزز بخيارات متنوعة قادرة على صناعة الفارق، والهجوم جاء بصفقات (سوبر) أعادت للجماهير بريق الأمل
* أن يجتمع الأهلة على شيء فذلك نادر الحدوث، أما أن يجتمعوا على التسجيلات فهذا كان يُعد ضربًا من المستحيل.. لكنه المستحيل الذي تحقق الآنالنجاح لم يقتصر على أسماء بعينها، بل إمتد ليشمل الفلسفة التي بُنيت عليها التسجيلات، فمن النادر أن تنجح الأندية في الجمع بين الجودة والكمية، إذ غالباً ما يطغى أحدهما على الآخر. لكن الهلال هذه المرة كسر القاعدة، فقدم إضافات نوعية تمثل قيمة حقيقية للفريق، وفي الوقت ذاته لبّى حاجة المراكز كافة دون إستثناء
* اللافت أن هذا الإجماع لم يقتصر على المؤيدين الدائمين، بل شمل حتى أولئك الذين إعتادوا المعارضة والانتقاد المؤيدون والمعارضون، المتفقون والمختلفون، جميعهم أجمعوا على روعة التسجيلات
* وحتى الأصوات النشاز التي دأبت على الظهور في مثل هذه المواسم من مدربين عاطلين وسواقط الفنيين إختفت هذه المرة، وكأنها أيقنت أن لا مكان للاعتراض، أو لعلها وجدت نفسها أمام واقع يصعب إنكاره
* تسجيلات الهلال إذن لم تكن مجرد تدعيم للصفوف، بل تحولت إلى نقطة التقاء نادرة بين مختلف الأطراف داخل البيت الأزرق وخارجه. وهو أمر يصعب حدوثه، لأن وحدة الصف ووضوح الرؤية يمثلان نصف الطريق نحو التتويج
* الهلال بهذا الشكل وضع نفسه أمام امتحان جديد فالجماهير الآن لم تعد تكتفي بالإشادة بالتسجيلات، بل تنتظر حصادها داخل الملعب، التحدي القادم أن يترجم هؤلاء النجوم الثقة إلى أداء ونتائج، وأن يحافظ الفريق على هذا الإجماع الذي تحقق في لحظة نادرة
* وتبقي الحقيقة التي لا تقبل الجدال ان التسجيلات الزرقاء أبهرت، والصفوف اكتملت، ولم يتبقَ سوى أن يقول المستطيل الأخضر كلمته.. وهناك فقط، سيكتمل النجاح بأقدام اللاعبين بعون الله ..