* لستُ من هواة الإنشغال بمسارات القرعة، لأنني أؤمن أن الفريق الذي يطمح لحصد اللقب لا تفرق معه أسماء الخصوم أو مراحل المواجهة، فالمنافس الذي لا تقابله اليوم ستجده في طريقك غدًا… والبطولات لا تُختصر في أسهل البدايات، بل في الصمود أمام أصعب النهايات، فالتاريخ لا يذكر كيف كانت البداية، لكنه يسجل دائماً من رفع الكأس في النهاية
* ومع ذلك، تبقى حسابات القرعة مهمة في ميزان العمل الإداري والفني، فهي تمنح الجهازين فرصة لوضع الترتيبات المسبقة وضبط برامج الإعداد بما يناسب المرحلة، سواء من حيث السفر، أو الجدولة، أو التدرج في رفع معدلات الاعداد
* الهلال سيبدأ مشواره أمام شقيقه نادي الجاموس الجنوب سوداني، وهو نادٍ متطور ومجتهد، لا يقل حماساً عن أي فريق يطمح لإثبات نفسه، قد يراه البعض خصماً سهلاً، لكن كرة القدم لا تعترف بمثل هذه التصنيفات المسبقة، فالميدان لا يمنح النقاط للتاريخ، ولا يحترم الأسماء إذا لم تترجم جهداً داخل المستطيل الأخضر
* علينا أن نتذكر أن الخارطة الكروية من حولنا تتبدل، وفرقًا كثيرة قفزت خطوات إلى الأمام لأنها عملت بجد، ووضعت خططاً بعيدة المدى، ولم تترك شيئاً للمصادفة، واليوم تلك الفرق باتت تُقصي أندية عريقة وتنافس على ألقاب كانت حكرًا على الكبار
* الفرق الصاعدة والمتطورة مثل الجاموس تملك سلاح المفاجأة، خاصة إذا ركن الخصم إلى الثقة الزائدة أو أوقعته الفوارق التاريخية والفنية في فخ الاستكانة
* وهنا يأتي الجانب الفني مباريات الدور التمهيدي أمام فرق أقل خبرة تمنح الهلال فرصة مثالية لتطبيق خطط هجومية متنوعة، وتجربة أكثر من أسلوب لعب، بشرط ألا يتحول الأمر إلى مغامرة أو إستعراض
* المطلوب هو توازن بين الحذر الهجومي والانضباط الدفاعي، مع إستغلال السرعة في الأطراف والضغط المبكر منذ البداية، كما أن منح بعض العناصر الاحتياطية فرص لعب قد يساعد في تجهيز البدائل قبل الدخول في مراحل البطولة الأكثر صعوبة
* يزداد التحدي هذا الموسم لأن لاعبي الأزرق يعانون من إرهاق اللعب المتواصل، خصوصًا نجوم المنتخب الذين لم يحظوا بفترة راحة كافية بعد مشاركاتهم الدولية، وهذا يفرض على الجهاز الفني إبتكار حلول ذكية لإعادة شحن طاقة اللاعبين بدنياً وذهنياً ، حتى يواجهوا الجولة الأولى بأفضل صورة ممكنة
* التأهل من الجولة الأولى يتطلب اعداداً خاصاً ووعياً بأن الطريق إلى اللقب يبدأ من أول خطوة، وأن الخطأ في البدايات قد يكلف الفريق الكثير في النهايات
* الهلال لا يملك رفاهية التجربة أو مساحة التهاون، فالطموحات التي تليق بالملايين لا تُحقَّق إلا بالعزيمة والانضباط والعمل الجاد
* البطولة حلم والحلم لا يقترب إلا لمن يمد يده بكل قوته ليقطفه، فلتكن البداية على قدر الحلم، وليكن الختام على قدر المجد
* وبالتوفيق لهلال الملايين في كل محطاته يا رب العالمينباص قاتلمسارات قرعة المريخ تصب في اتجاه عدم وجود رئيس!!