- دوري النخبة بالنسبة للاعبي الهلال ليس مجرد مباريات تُخاض، ولا مناسبات عابرة في روزنامة الموسم بل هو بمثابة إختبار حقيقي، تتعدد فيه المكاسب وتتجلّى من خلاله الحقائق، ويؤكّد دوماً جدارة البطل المتكرر، مهما تغيّرت الأسماء وتبدّلت الوان البطولة
- في هذا الدوري، لا تُكتسب النقاط فقط، بل تُصنع الملامح، وتُرسم الخرائط، وتُحفر في ذاكرة الجمهور، لان المباريات الرسمية مهما تواضع بريقها، تظل السانحة الوحيدة التي تُقاس فيها القيمة الحقيقية لأي لاعب
في التمارين يمكن لأي موهوب أن يُبهر، لكن تحت ضغط التنافس وحده الأداء يكشف القدرات، ويُفرز الفوارق، ويتمايز من يستحق البقاء، ومن سيغادر واضحاً للأجهزة الفنية، وللجمهور، وللإعلام ايضاً - كم من لاعبٍ لمع في التدريبات، ثم انطفأ حين أُضيئت الكشافات؟
- وكم من موهبةٍ إنتظرت فرصتها طويلًا، فلما جاءت لم تُحسن التعامل معها
- فرصة اللعب للهلال لا تأتي كثيراً ولا تتكرر بسهولة، ولنا في الماضي القريب شواهد، فقد مرت بالكشوفات أسماء واعدة، لكنها غادرت قبل أن تُمنح الفرصة أو لأنها لم تُحسن استغلالها
- في نادٍ مثل الهلال، لا تكفي الموهبة وحدها، بل لا بد من صبر، وانضباط، واستعداد، والأهم اغتنام اللحظة حين تأتي، فلا يوجد أغلى من فرصة ارتداء الشعار الازرق داخل المستطيل الأخضر
- أما المدرب، وإن لم يكن حاضراً الآن، فسيكون حاضراً لاحقاً عبر التسجيلات
لا لقطة تضيع، ولا لمسة تمر دون ملاحظة كل تفصيلة تُرصد، وكل مشهد يُعاد، ومن هنا تُبنى ملامح الفترة القادمة، وتُرسم على أساسها الآمال - في الهلال لا يكفي أن ترتدي الشعار لتُحسب نجماً على الورق فالواقع أكثر صرامة ما بين (نجم علي الكشف) والنجم الفعلي مسافة اسمها الفرصة، وسلوك اسمه الاجتهاد، وقرار اسمه استغلال اللحظة،
- والنجم الحقيقي هو من يدرك هذه القيم مبكراً ، ويُترجمها على أرض الواقع
- من أُتيحت له الفرصة وأحسن إستغلالها، أصبح نجماً، وكتب اسمه في سجلات التميز، ومن أضاعها بالتأكيد سيخرج أولًا من ذاكرة الجماهير، ثم من الباب الخلفي، دون أن يلحظ أحد غيابه
- وعلى لاعبينا الشباب أن يُدركوا أن هذه فرصتهم والفرص لا تدوم طويلًا، وقد لا تتكرر قريباً
كل دقيقة في الملعب بطاقة عبور، وكل لمسة كرة قد تكون فارقة في مسار لاعب بأكمله - نثق في نجوم الهلال، في قدراتهم، وفي اجتهادهم، وفي تقديرهم لرغبات الجمهور
ولأننا نؤمن أنهم الأفضل في الساحة، فإن حسم النخبة ليس طموحاً بل واجب يجب إنجازه،
فالهلال كما قال مدربه خالد بخيت لا يعرف الأعذار، بل يحصد البطولات - وهذه النخبة ليست مجرد بطولة تُخاض بل فرصة لصناعة أسماء جديدة، لأن من يعرف قيمة الشعار الذي يرتديه، يُدرك تمامًا أن الهلال يمنح المجد، لكن على لاعبيه أن ينتزعوه في الاوقات الصعبه
- الفرصة الآن بين الأقدام … ونحن واثقون في لاعبينا جميعاً بانهم على قدر الشعار، وقادرون على كتابة أسمائهم في دفتر الهلاليين المتميزيين الذين مرّوا من طريق العظمة… وتركوا أثراً لا يُمحى
- بالتوفيق لهلال الملايين في كل خطواته… يا رب العالمين
-27 أغسطس، 2025