وأخيراً ونتمنى أن يكون أخيراً بالفعل، إستقر اتحاد الكرة على إقامة الدوري وحدد المكان والتاريخ، ونأمل أن يلتزم بما أعلنه هذه المرة..
- نحن أمام بطولة النخبة من جديد، أو ما يشبهها على الأقل، نسخة مرتجلة من منافسة قيد التجريب أُطلقت قبل اكتمال تصميمها وضُبط توقيتها بعد أن انكسر عقرب الزمن في دهاليز الاتحاد
- إتحاد الكرة كالعادة يمارس هوايته المفضلة في صناعة التعقيد، تخبط مزمن وارتجال دائم، وتأجيلات تُحاكي موج البحر في تقلبها، لا خارطة طريق، ولا وضوح في الرؤية، فقط رزنامة متآكلة، وقرارات بلا سند فني أو إداري
- وسط هذا العبث تُلقى الأندية في معركة بلا ملامح، ويُطلب منها أن تتعامل مع دوري (الأمر الواقع) وكأنه بطولة مرتبة و مكتملة المعايير
- الهلال عملاق الكرة السودانية يقف في عين العاصفة، مطلوب منه أن يخوض غمار البطولة في ظروف ضاغطة، بصفوف منقوصة، لأن قوامه من الأجانب الذين شكّلوا عصب التشكيلة طوال الموسم غادروا لبلادهم وتركوا خلفهم فراغاً لا يُسدّ
- الإعداد محدود والوقت ضيّق، ومع ذلك فإن المطلوب من الهلال ليس فقط الحضور، بل المحافظة على الفوز المعتاد، أيًّا كان بتاج البطولة
- لا مجال هنا للتجمّل ولا مساحة للاعتذار، هي بطولة اقتضتها الضرورة، باعتبارها مفتاحاً وحيداً للعبور إلى المحفل الإفريقي، من لا يشارك في النخبة ويتقدّم مراكزها، سيجلس في الموسم القادم أمام شاشات المتابعة، يشاهد غيره يُمثّل الوطن، هذا هو الواقع، واقع يفرض تحدي الظروف وتجاوز العوائق، لا البكاء على سوء الترتيب
- هذا قدر الهلال، لا متّسع فيه للراحة، عليه أن يُواجه، و أن يُجهّز نفسه بما توفر، وأن يستغل كل لحظة للتدريب، لأن الزمن لا ينتظر، والمجد لا يُسلَّم إلا لمن يقاتل
- وفوق كل ذلك، هناك جمهور عريض لا يرضى بأنصاف الحلول، جمهور لا يتقبل حكاية الظروف، ولا يهضم تبرير الإعداد الناقص، هو جمهور اعتاد أن يرى فريقه في المقدمة، ولهذا فإن سقف التوقعات عنده دائماً أعلى من السحاب، والضغط لا يُقاس بحجم الأزمة بل بطبيعة الشعار الذي يُحمل على الصدر ويلتصق بالبطولات
- هي مشاركة فرضها الواقع، لكن الهلال لا يعرف اللعب على الهامش لا بد أن يخوضها كاملة ولا بد أن يُحرز اللقب لأن التمثيل الإفريقي ليس طموحاً للهلال، بل استحقاق يجب انتزاعه مهما كانت المعوقات
- نثق كثيراً في أن الكتيبة الزرقاء قادرة على تجاوز هذا المنعطف الصعب، والخروج من رحم العاصفة بلقب جديد، يضاف إلى التتويج بالدوري الموريتاني الأخير، ليؤكد أن الهلال مهما اشتدت العواصف لا يُكسر ولا يُقصى
- نقول ذلك لأننا نعرف الهلال جيدًا.. حين يُحاصر، غالبًا ما يخرج بانتصار يتميّز بطعم التحدي
- بالتوفيق لهلال الملايين في كل خطواته يا رب العالمين