أين سينصب التركيز قبل التعزيز؟
قبل إنطلاق فترة التسجيلات الرئيسية، بدأت ملامح تفكير مجلس إدارة نادي الهلال تتضح تدريجياً، حيث تشير المعطيات التي رصدتها (الزرقاء) إلى أن التركيز منصبٌّ على معالجة بعض الخلل الذي ظهر في الموسم الماضي، من خلال تدعيم نوعي يستهدف أربع خانات أساسية تمثل نقاط ضعف حرجة في الهيكل الفني للفريق. التحرك المبكر يعبّر عن رغبة واضحة في صناعة موسم قوي، يكون فيه الهلال أكثر قدرة على مقارعة الكبار محلياً وأفريقياً .
1
رغم اعتماد الهلال على الإيفواري عيسى فوفانا كخيار أول في حراسة المرمى، إلا أن غياب المنافس الجاد له طوال الموسم جعل الفريق في وضع هش عند أي طارئ. فوفانا قدّم مردودًا جيدًا في بعض المباريات، لكنه ظل بمنأى عن الضغوط التي تخلقها المنافسة الداخلية، وهو ما تسعى الإدارة لتعديله. التوجه حالياً يتجه نحو ضم حارس جديد بمستوى عالٍ، لا يكون مجرد بديل، بل عنصراً قادراً على دفع فوفانا لمزيد من التطور، وضمان جاهزية مستمرة لهذا المركز الحساس.
2
المنظومة الدفاعية للهلال افتقدت للاستقرار في عدة مباريات خصوصاً على مستوى العمق الدفاعي الذي شغله الثنائي السنغالي ميندي وضيوف. التباين في الأداء، وكثرة الأخطاء، فرضا على الإدارة التفكير في إنعاش هذا المركز بلاعب أجنبي يتمتع بخبرة وقيادة. ومع وجود لاعبين محليين جيدين مثل إرنق والطيب عبد الرازق، يبقى التحدي في صناعة عمق دفاعي متماسك ومتوازن، وهو ما لن يتحقق دون تدعيم نوعي يُعطي الدفاع شخصية أقوى وثقة أكبر.
3
الظهير الأيمن ظل حكراً على الكنغولي ستيفن إيبويلا، الذي أدى أدواراً مهمة هجومياً ودفاعياً لكن غياب البديل في هذا المركز ترك فراغاً واضحاً عند أي غياب أو هبوط في المستوى. الإدارة تدرك أن ضغوط الموسم المقبل، خصوصاً مع تضاعف الارتباطات، تتطلب وجود ظهير ثانٍ بنفس الكفاءة، حتى يُحافظ الفريق على ثباته في هذا الجانب الحيوي من الملعب.
4
محمد عبد الرحمن “الغربال” ظلّ المهاجم الصريح الوحيد الذي يُعوّل عليه الفريق، وهو ما خلق عزلة هجومية انعكست على تنوع الحلول في الثلث الأخير من الملعب ومع تكرار حالات غيابه بسبب الإصابة أو التوقف، أصبح من الواضح أن الهلال بحاجة لمهاجم جديد يملك الحضور والنجاعة أمام المرمى، سواء كشريك للغربال أو كبديل فعّال عند الحاجة. الإدارة تتجه نحو هذا الخيار لخلق تنوّع هجومي وتنافس داخلي يُخرج أفضل ما لدى اللاعبين.
5
من خلال قراءة (الزرقاء) لتوجهات إدارة الهلال، يمكن القول إن الفريق يسير في اتجاه واضح نحو بناء مجموعة أكثر اتزاناً، ذات حلول متعددة، وقادرة على خوض تحديات الموسم الجديد بذهنية البطل. تركيز الهلال على هذه الخانات الأربع يعكس فهماً عميقاً لاحتياجات الفريق، واستعداداً مبكراً لدخول الميركاتو بأهداف واضحة ومعايير دقيقة..