- صحت من قسوة حالي
فقلت تحت نعالي ،كل أصحاب المعالي !
قيل لي : عيب
فكررت مقالي
قيل لي : عيب
فكررت مقالي
ثم لما قيل لي : عيب
تنبهت إلى سوء عبارتي
وخففت انفعالي
ثم قدمت اعتذارا
لنعالي..!
في بلادنا صارت( البندقية) هي لغة الخطاب ، تلاشى المنطق ، وحل محله التنمر ، والاستفزاز ، في بلادنا صار الحصول على جرعة ماء (نقية) ضربا من ضروب المستحيل ، في بلادي صار الدواء مشكلة ، والعلاج (ترفا) لا يقوى عليه الا من اكتنز الملايين، في بلادي بات اهلي يقيمون حفلا راقصا اذا عادت الكهرباء لتنير المنازل والشوارع ، في بلادي انت خائن ، وعميل ، مندس ، ان صدحت بالحق .
لم نكن هكذا ، كنا متحابين ، كنا قلوبنا على وطننا ، كنا نتقسم (اللقمة) مع جيرانا ، كنا نلوم بعضنا ان بات جارنا جائعا .. كنا وكنا ، لكن اين نحن الان ؟
نحن الآن للاسف الشديد في القاع بعد اندلاع تلك الحرب اللعينة التي حاول فيها هؤلاء (الاوباش) ان يغيروا ديمغرافية دولتنا ، ما فعلوه يفوق كل خيال وتصور ، ما فعلوه لا يمكن لنفس بشرية سوية ان تقوم به .
قتلوا ، نهبوا، سرقوا ، اغتصبوا ، كل فعل مشين قاموا به .
من منا لم يسرق بيته؟ ، من منا من لم يفقد عزيز لديه ، ان لم يكن بدانات الجنجويد الاوباش ، ماتوا بالمرض ، وهم يهاجمون دور العلاج ، يعتدون على الاطباء ، يسرقون اجهزة المستشفيات الطبية ، يغلقون الشوارع ، فيموت من يموت في ارتكاز نصبوه ، او طريق اغلقوه .
باتت (الكارو ) هي الوسيلة الوحيدة التي تنقل الموتى الي المقابر ، باتت الميادين والساحات مكانا لموراة الموتى .
فقدنا الاحساس بالحياة ، تشردنا ، باتت الاسرة الواحدة بعيداً عن بعضها ، فرد في مصر ، واخر في كينيا ، واخرين في السعودية وغيرها من الدول حولنا . - بتنا لاجئين في شتى الدول ، رأيت بام عيني في احدى الدول استاذا جامعيا يحمل درجة علمية رفيعة يفترش الارض ويبيع (تمباك) ، واخر يقف على طاولة يبيع الرغيف ، ونسوتنا تحولن لخادمات في البيوت لسد جوع اولادهن
- هي الحرب بلا شك ، وبعيداً عن الحرب ومن اشعلها ، ومن اججها ، ومن ينفخ لزيادة اشتعالها ، تضررت بلادنا ، وتضرر المواطن ضرراً بليغاً ، لا احد بمقدوره ان يعوضه ما خسره .
أخيراً ..أخيراً..!!
غادرت الحكمة ، وحل محلها خطاب الكراهية ، وانتشرت (المناطقية) واحتشدت الوسائط بعاهات يبثون سموماً من اجل ازدياد وتيرة الاحتراب .
وهناك في العاصمة المؤقتة ، اختلف الجميع على اقتسام (كيكية) السلطة رغم ان الحرب لم تضع اوزارها بعض
- موقعوا اتفاقية السلام يصرون على وزاراتهم ، وكان تلك الوزارات انشأت لهم ، وكانهم يعيشون في دولة اخرى غير تلك الدولة التي منحتهم (٢٥%) من التمثيل في الوزارات
- هم يدركون جيدا ان القانون الذي يتمسكون به منحهم نسبة ، ولم يسم وزارات بعينها ، لكنهم يصرون على تلك الوزارات التي يديرونها الان ، يسعون للي يد الدولة لانهم حملوا السلاح ودافعوا معها ، وكأن الدولة التي حملوا معها السلاح دولة غير دولتهم (السودان) .
أخيراً ..جداً ..!!
- تلك العقلية للاسف الشديد تنبئ عن ان هؤلاء لا يهمها السودان في شيء ، كل الذي يهمها تلك (الكعكة) التي تقطر سمنا وعسلا ، ولا يرغبون في مغادرة نعيم (المالية) وعسل (التعدين) ، اطلقوا ابواقهم مهددة ، ومتوعدة لافشال الوزارة الجديدة.
- هؤلاء الذين يتحدثون عن الوطنية الان ، هم من ظلوا على (الحياد) لشهور طويلة وشعبهم يقتل ، ويهجر ، ويغتصب للاسف الشديد
- وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين على كل شيء .