- ينعقد اليوم إجتماع مجلس الإتحاد السوداني لكرة القدم لمناقشة جملة من الأجندة ، وربما كان الأخير في عهدته الراهنة تمهيداً لعقد إنتخابات مبكرة لا يخلو التفكير فيها من خبث وذلك بإستغلال إنشغالات الإتحادات بالحرب وتوجيه ضربة إستباقية حتى لا تتشكل بؤر مزعجة للطاقم الحالي ، ولعل الأخ أسامة هو المعنى أكثر من غيره بالتخطيط لهذا العمل لأسباب خاصة بعد أن وجد نفسه في وجه المدفع منذ سنوات، فيما تتراجع إهتمامات الرئيس الدكتور معتصم جعفر الذي يبدو وفاقياً أو أقل حدة في التعاطي و منافسة خصومه ، وتتلبسه نزعة وطنية مخلصة ترتقي بالهم الوطني أكثر من الكسب الشخصي
- ولا يمكننا تحليل هذه الخطوة بمعزل عن الحراك الذي حدث في الفترة الأخيرة وتداخل حوارات جمع فيها الكابتن محمود صالح كل من د جعفر وشاذلي عبد المجيد وصلاً لإجتماعات أخرى مع السلطان برقو في دبي والقاهرة وهو الآخر يتشارك الهم الوطني مع جعفر ويبدو متصالحاً مع نفسه وغير ميًال للتصعيد العنيف والخوض في حالة إستقطاب حادة مجدداً كانت أفقدته من قبل أصدقائه من الرياضيين ، وفقد بسببها مكانته بالإتحاد ورئاسة لجنة المنتخبات الوطنية وهي محورية ومحط أنظار الكثيرين ، ولا يفرط فيها عطا المنان حتى لو فاز بمنصب النائب الأول لرئيس الإتحاد .
- أعتقد أن أسامة يخطط لإستمالة برقو وربما أغراه بمنصب النائب الأول للرئيس على أن يتراجع أسامة للخلف خطوة ليحقق هدفين بضربة واحدة هي العودة لأمانة للمال والتسويق للتحكم في أهم موارد الإتحاد والثانية الإحتفاظ بلجنة المنتخبات الوطنية بلا منازع ووقتها سيحقق هدفاً ثالثاً هو إزاحة طه فكي على طريقة الهبوط الناعم والسيطرة على كل الأوراق القوية في التشكيل القادم.
- إغراء برقو ودخول شاذلي سيريح عطا المنان من صداع محتمل وهاجس يسيطر عليه حتى لو لم يكن صحيحاً بل متوهماً ولكنها الفوبيا.. وبذلك تخلو الساحة من مجموعة مزعجة كان يسندها برقو وتمتلك قدرات مالية كبيرة وتحظى بقبول عريض بدليل نتائجها في آخر إنتخابات… إذا صح هذا التحليل فذلك يعني عملياً حل مجموعة النهضة مالم ترفض الإتحادات المكونة لها فكرة التماهي والاندماج مع التطوير ، وبروز تيار جديد لحمل الراية وخوض الإنتخابات وهنا ستكون النهضة مضطرة للتحالف مع شخصية رأس مالية لتأمين تمويل الإنتخابات.
الخطوة المفترضة قد تشكل حلاً سهلاً للتطوير لخوض الإنتخابات بدون حمولة ثقيلة ، ولكنها قد تتسبب في شرخ داخلي نظراً لما يترتب على إبعاد عناصر من الحرس القديم وإخلاء مقاعد للقادمين الجدد. - لن يعتبر عطا المنان منصب نائب الرئيس للمال والتسويق والرعاية تراجعاً للخلف طالما أنه سيحقق أهداف المجموعة ويزيد من قبضته الحديدية على الموارد ولجنة المنتخبات وزيادة التحكم في توجيه الإتحاد.
الخاسر الأكبر سيكون السيد طه فكي مالم ينتفض ويحقق المفاجأة مثلما فعلها وقلب الطاولة وسحب البساط في إنتخابات اتحاد بورتسودان من قبل.
Menu
