- ذهاب (فلوران) من بقاءه لن يغير شيء في المعادلة لأن المشكلة تكمن (فينا نحن) وفي طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع المعطيات المطروحة على أرض الواقع وكيف يكون تقبلها من رفضها، دعونا نقرأ بين السطور وبصوت عالي ونفند ما على الورق ونحدد طبيعة العمل بعد مراجعة ماقدموه السادة مدربي القمة (فلوران) و (غازيتو) ومستر (اوتوفيستر) ومعهم كذلك (ريكاردو) رغم قناعتي أن الأخير وجد فريق جاهز بنى عليه فكره التدريبي، أظن ان هذا الرباعي هم أفضل أجهزة فنية تعاقدت معها أندية القمة السودانية ليس في السنين الأخيرة وإنما في كل مسيرتها التاريخية والأفضلية هنا ليست بالجودة والفكر وإنما بالنتائج المحققة .
- البداية كانت مع الثعلب العجوز الألماني (اتوفيستر) فهو الذي وصل بالمريخ الي نهائي الكونفدرالية رغم فضيحة الخروج والخسارة داخل الأرض برباعية ولكن تظل مرحلة لم يصل إليها المريخ حديثاً او من قبل في وجود أندية محترمة وبعدها يأتي الداهية (غارزيتو)، ليحقق مع المريخ أعظم إنجاز له بالوصول الي دور الأربعة في نسخة العام 2015 من دوري أبطال أفريقيا، الإنجاز الحقيقي والذي يحسب لفريق المريخ عبر قنوات (الكاف) الرسمية والتي كتبت في سجلاته التاريخية ان الفريق الأحمر وصل الي نهائيات بطولة قارية مرة وحيدة وكذلك دور الأربعة مرة وهذا يحسب للثنائي، ام البقية فالنتائج واحده حتى لو تباينت او إختلفت يظل الخروج من التمهيدي هو الصفة الأبرز لنادي المريخ .
- في الجانب الآخر هلال السودان وهو الذي يعتبر أكثر الفرق الأفريقية مشاركة في بطولات (الكاف) وتحديداً دوري أبطال أفريقيا لدرجة سمي عميد الأندية البطلة لكثرة المشاركة في هذه البطولة وصل هلال السودان إلى النهائي مرتين وكان غاب قوسين او أدنى من تحقيقها لولا الظروف التي كانت تقف ضد الفريق إن كانت إدارية في حينها او فنية في الأخير تعتبر ظروف وقفت بينه وبين تحقيق البطولة ..
- حديثاً كما بدأ بالمريخ في الثنائي الأجنبي كذلك نعيد الشريط ونذكر الثنائي الذي يهم القبيلة الزرقاء (ريكاردو وفلوران) الأول كما قلت انه وجد فريق جاهز تم إعداده وكانت لبنة مشروعه مع المرحوم العراقي (انور جسام)، ومن ثم أكمل ترتيبه لفترة قصيرة المصري (مصطفى يونس)، ليجد بعدها (ريكاردو) فريق جاهز به نوعية جيدة من اللاعبين المحلين أصحاب خبرة كبيرة ومهارة فريدة والأهم من ذلك كانت الروح هي العنوان الحقيقي لتكملة مشروع رئيس النادي (الأرباب) فظهر لنا هلال جيد إبداع وإمتع ليضع بذلك الفريق بصمته في القارة الأفريقية بما قدمه في تلك الفترة، وأهم تلك الميزات كانت الإضافة النوعية للأعبين الأجانب رغم قلتهم ولكن كانت بصمتهم واضحة مع الفريق وإستطاعوا ان ينصعوا الفارق في فترة وجيزة .
- قدم الهلال مواسم جيدة مع اليرازيلي (ريكاردو) لدرجة انه أكمل مشوار تحقيق المتواليات الشهيرة في الفوز بالدوري مع الفرقة الزرقاء وفي عهده كان المريخ يعاني معاناة حقيقة لدرجة دهاب إدارته للتعاقد معه لقيادة الدفة الفنية للفرقة الحمراء، لم يحقق (ريكاردو) النجاح الذي حققه مع الفرقة الزرقاء وكما الامثلة في ذلك كثيرة والتي كانت بدايتها (ببرنكو) ونهايتها (بمشيو)، وفي الاخير تظل خيارات إستجلاب أجهزة فنية ولكن يختلف النجاح فيها من بيئة الي أخرى .
أخيراً…
- الفكرة في الطرح تقودنا للغط الدائرة هذه الأيام والمنادة الجماهيرية بإقالة مدرب الهلال (فلوران)، عن نفسي وما يهمني في الموضوع هي مصلحة الهلال وقبل المنادة بإقالة الجهاز الفني ياترى من هو البديل ده سـؤال مهم جدا ويحتاج الي تأني للإجابة عليه، ما هو كمان ياجماعة المدرب ده ما (بدلة) موجودة على الرف تقدر تغيرها حسب رغبتك، المدرب نوعية وإجادة وعطاء ودراسة وتأني في إتخاذ القرار، من قبل حاول الهلال كثيراً في هذا الشق وكان تغيير المدربين بالفرقة الزرقاء على مدار السنة كل (تلاته او اربعة اشهر) كان الهلال بغير المدرب والنتيجة كانت سلبية بكل المقايس، يعني الهلال في حوجة الي مدرب بطولات مش مدرب والسلام، والغريبة في ناس بتقول (موتا)، إستغفر الله العظيم واتوب اليه، على العموم عندنا في المشوار خطوات وفي الفكرة مقايس نترك فيها التقيم للقاري والسلام وللحديث بقية .
تحياتي…
