نزار ساتي عبدالغني
رحيل أبوجبل نهاية العصر الذهبي للإدارة الرياضية
* في صباح الاثنين 29 سبتمبر 2025، غيّب الموت في مدينة عطبرة الدكتور حسن أبو جبل، وكيل وزارة الشباب والرياضة الأسبق والأمين العام السابق للاتحاد السوداني لكرة القدم، بعد رحلة نزوح قاسية إليها عقب اندلاع الحرب. وبرحيله، تطوي الساحة الرياضية صفحة من أنصع صفحاتها الإدارية، وتنتهي حقبة يمكن وصفها بالعصر الذهبي للإدارة الرياضية في السودان
* منذ بداياته، ارتبط اسم الدكتور حسن أبو جبل بالرياضة السودانية كإداريٍ متفانٍ، ورجلٍ صلب حمل هموم المؤسسات الشبابية والرياضية على عاتقه. لم تكن المناصب بالنسبة له مكاسب شخصية بل مسؤولية وطنية ظل يؤديها بضمير حي وإخلاص نادر
* كوكيل لوزارة الشباب والرياضة أسهم في وضع السياسات والبرامج التي دعمت أنشطة الشباب وأفسحت المجال أمام الموهوبين من كل ربوع السودان
* وفي موقعه كأمين عام للاتحاد السوداني لكرة القدم، كان أبو جبل أحد أبرز ركائز التنظيم والانضباط وواجهة محترفة في التعامل مع اللوائح والقوانين المحلية والدولية..
* لعب دور الوسيط المحايد في كثير من الأزمات بين الأندية والإتحاد وحافظ على استقرار إداري ساعد الرياضة السودانية في مواجهة تحديات كبرى..كان مرجعاً في القوانين الرياضية ولوائح الفيفا مما جعله صمام أمان في المراسلات والاتفاقيات.
* مثّل وجوده توازناً حقيقياً في أوقات كانت فيها الساحة الرياضية عرضة للتجاذبات.
* امتد عطاؤه إلى الولايات، فدعم مراكز الشباب والمناشط بعيداً عن المركزية الضيقة.عرف بنزاهته وحرصه على المصلحة العامة بعيداً عن الانتماءات الضيقة.اتفق الجميع على احترامه، من إداريين ولاعبين وجماهير، لما تحلّى به من أخلاق رفيعة.برحيل الدكتور حسن أبو جبل، تفقد الساحة الرياضية السودانية أحد أعمدتها الذين حملوا همومها بإخلاص. وستظل صورته محفورة في ذاكرة الوسط الرياضي كرمز للنزاهة والحكمة. لكن يبقى السؤال من سيواصل المشوار ويحمل الشعلة من بعده؟وداعاً يا دكتور حسن، يا من كنت تحمل الرياضة السودانية في قلبك وعقلك. رحلت عن دنيانا في عطبرة التي احتميت بها من ويلات الحرب، لكن ذكراك ستبقى في كل ملعب، وكل اتحاد، وكل وجدان رياضي عرف قيمة العطاء.رحمك الله وجعل مثواك الجنة، وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.
