صيد الجاموس.. او إنتظار أصعب كابوس
الإصرار على وضع الروماني تحت الضغط.. سيجعل الفريق ككل يعاني
كتب : محمد غبوش
من المفارقات الغريبة في كرة القدم تحديداً أن تطالب مدير فني لنادي وهو مازال في بداية مشواره بالنادي أن يصل لمرحلة الإقناع الكاملة.. وينجح رغم قصر الفترة هذه في تغيير شكل الفريق بصورة كاملة وعلاج كل العلات والسلبيات التي كان يعاني منها قبل إستقدامه وإلا فليعتبر نفسه فاشلاً لا يستحق أن يتواجد في هذا المنصب.الروماني ريجيكامب المدير الفني لنادي الهلال وجد نفسه في هذا الموقف المحرج للغاية.. فالرجل لم يمض على تعاقده مع نادي الهلال زمناً ولو معقولاً.. ولم يشرف على الفريق إلا في مباريات سيكافا (الخمسة) التي خاض غالبيتها بدون اللاعبين الدوليين الذين يقترب عددهم من الـ(15) لاعباً.. ثم مباراة وحيدة في ذهاب البطولة الإفريقية للأندية الأبطال (ذهاب الدور التمهيدي) أمام الجاموس الجنوب سوداني.. ثم نجد حملة جماهيرية شرسة للغاية تتحدث عن فشله في مهمته.. وعن عدم جدارته بقيادة النادي الأزرق.. بل ذهب الكثيرون للقول بأنه لا يملك مايقدمه أصلاً للنادي.ضياع سيكافا.. هل يكون السبب الحقيقيتاريخياً جماهير الهلال ظلت تمارس العقلانية بصورة دائمة قبل أن تحكم على قادم جديد على ديارها.. وظلت تقف بقوة من خلف الأجهزة الفنية واللاعبين الجدد الذين يتوافدون على النادي وتدافع عنهم بشراسة مانحة إياهم كامل الفرصة المطلوبة قبل أن تحكم عليهم في النهاية.. فما الذي تغير هذه المرة؟؟.الإجابة قد تكون أن بداية ريجيكامب جاءت مختلفة بعض الشئ عن كل الذين سبقوه حيث سنحت له فرصة ذهبية للفوز ببطولة سيكافا للأندية الأخيرة بعد أن وصل الهلال لمحطتها النهائية.. وفشل الأزرق في تطويعها قاد تلك الجماهير الغاضبة عاطفياً لتلك الثورة.. فهي تعاقبه دون وعي أو ترتيب مسبق على ضياع لقب كان في المتناول.إقناع .. قبل بداية الصراعمعروف للجميع أن الحكم الحقيقي على الأجهزة الفنية يكون في نهاية البطولات الحقيقية مثل دوري أبطال إفريقيا.. ولكن حظ الروماني ريجيكامب العاثر جعله مطالب بإقناع جماهير الهلال عامة وعدد كبير من المتربصين بإمكانياته حتى قبل أن يبدأ هذا الصراع الحقيقي.الهلال حالياً يلعب في المرحلة التمهيدية للأبطال أي بمعنى أن البطولة الحقيقية والتحديات الكبيرة لم تبدأ بعد ونجد من يتحدث بأن مباراة الإياب المقبلة الأحد القادم أمام الجاموس ستكون الفرصة الأخيرة لهذا المدرب.. فإما أن يثبت فيها جدارته ويقود الهلال لتأهل كاسح وكبير.. وإلا فعليه ان يحزم حقائبه للرحيل إن لم يكن بأمر مجلس إدارة النادي سيكون بأمر المتربصين به و(الحادرين) له في الظلام.تاريخ كبير.. ونجاح مثيرإختيار مجلس إدارة نادي الهلال للروماني لم يكن إعتباطاً ولا (سد فرقة) وشغر منصب فارغ.. بل أكد المهندس العليقي نائب الرئيس في حوار سابق أنه تم بناءً على خطة واضحة تقوم على التطور للأفضل مؤكداً أنهم كانوا مصرين بعد نهاية عقد فلوران أن يكون خليفته أفضل منه.. مما يعني أن تاريخ الرجل المشرف وإنجازاته في مجال التدريب ومسيرته الممتازة هم من قادوه لهذا المنصب.. فكيف يحق لنا أن نمنعه حتى من الوقت الكاف ليثبت جدارته ويقوم بمهمته التي برع بها؟؟.جماهير الهلال الحقيقية والواعية مطالبة بدعم هذا المدرب وتجديد الثقة فيه.. ومنحه كامل المدة المعقوله قبل أن تحكم له أو عليه.. فالرجل يعمل في ظل ضغط معنوي كبير للغاية.. وجد نفسه فيه وهو يبدأ مشواره رفقة العملاق السوداني الذي نتفق جميعاً بأنه به العديد من السلبيات والعلل في الأداء والتكتيك والتي تحتاج لوقت من أجل معالجتها.
