: خريف أزرق ” لين” لاحت بشائره في دار السلام. الهلال يستهويه صعود الجبال، فكان لا بد أن يشمخ شموخ كلمنجارو، أعلى الجبال الإفريقية في شمال شرق تنزانيا.
هناك عدد قليل من الدول الإفريقية لم ينل لاعبوها شرف التمثيل ضمن قوات حفظ السلام الزرقاء.* فبعد أن جمعت عيون الأهلة الفاحصة من أقمار مبدعي وعباقرة كرة القدم السودانية فأوعت، طفقت طائرات الأواكس الزرقاء تسبر أغوار ملاعب إفريقيا، فكان لها هذا العقد الفريد من السمر الميامين الذين اكتحلت جباههم زرقة، ونبضت قلوبهم بياضاً، وهم يشدون الرحال إلى مضارب العشق النبيل بحثاً عن اللوحة الخلفية التي تبرز إبداعاتهم وعظيم مواهبهم، فكان الملتقى والعناق الحار كعناق اللونين الأروعين عند مقرن النيلين* وقد ظلت كرة القدم عند الأهلة، منذ أن وضع الخريجون الأوائل لائحة التفوق والإبداع الهلاليين، تقوم على التطريب الكروي الذي هو من أعظم براءات الاختراع المسجلة في سجلات الملكية الفكرية باسم الهلال العظيم واستحدث فتية الهلال على مدى الأزمان أسلوب السهل الممتنع، وجندلة الخصوم عبر التطريب الكروي، وإشهار عصا المراوغة المذلة احياناً على طريقة جان كلود ، رافعين شعار “العصا لمن عصى”* وتزداد أهمية وصول الهلال إلى نهائي سيكافا من منظور الصعوبات التي واجهتها الأوركسترا الزرقاء، والمتمثلة في غياب ثلة من مبدعيها في مهام وطنية لفترة من الوقت في بطولتين متتاليتين، مما صعّب على المدير الفني الجديد عزف لحن التجانس المنشود عبر فرقة الأحلام المناط بها زرع الأفراح في الموسم التنافسي الجديد. * إن تأهل الهلال ليس سوى خطوة على الطريق الصحيح، بحثاً عن درهم الحظ في وجود قناطير مقنطرة من الشطارة، ومؤشر على أن تمنّع الراغبات من بين كبريات بطولات القارة قد بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقريبًا تُزف البطولات إلى المضارب الشماء، وقد حركها الهوى وأضناها الشوق والتشوق.* وهكذا ينهض الهلال بمهام منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي، والتي زرع بذرتها الآباء المؤسسون للوحدة الإفريقية. وها هو الهلال يضم إلى صفوف مبدعيه الوطنيين أقماراً إفريقية فتية ومتأنقة ومتألقة، تطير بجناحين أزرق وأبيض نحو تحقيق البطولات وإدراك الغايات وهي مهمة عجزت عنها معظم المنظمات الإقليمية والقارية الإفريقية.* ويبقي الهلال أكبر ممسكات الوحدة الوطنية، وها هو انتصاره يتزامن مع انتصارات وطنية كبرى، ويسير على درب الوحدة الإفريقية، بينما يبقى مكانه محفوظاً في قمة النسيج الكروي العربي ويكفي أن براءة اختراع الاسم مسجلة باسمه النبيل.حفظ الله الهلال إكسير حياة الملايين، وأعاد إلى الوطن الجريح نعم الاستقرار والرفاه والنماء والازدهار. المجد والخلود وأعالي الجنان لشهداء الوطن الأبرار، وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين، وعودة آمنة للغائبين والمفقودين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين