* في الحياة عموماً وفي عالم كرة القدم على وجه الخصوص، يبقى التغيير هو القانون الأوحد الثابت فكم من لاعب وإداري ومدرب حظي بحب الجماهير، لكن متطلبات المرحلة اقتضت رحيله، ثم عاد مرة أخرى ليقدم خبراته وعطاءه لناديه
* أرشيف الهلال العظيم يزخر بمثل هذه القصص، التي تثبت أن العلاقة بين النادي وأبنائه الأوفياء لا تنتهي عند محطة معينة، بل هي رحلة مستمرة من العطاء أحيانًا، والابتعاد المؤقت أحيانًا أخرى
* إن ترجل الأخ عبد المهيمن من منصبه كمدير للكرة ليس نهاية الحكاية، بل هو حلقة طبيعية في سلسلة التغييرات التي تشهدها الأندية الكبرى، هو نفسه سبق له أن غادر وعاد، وهذا هو الطبيعي في علاقة متجذرة مبنية على الحب والانتماء
* فالمهم ليس في الرحيل، بل في كيفيته، ويا له من فخر أن يغادر الإنسان محفوفاً بحب الجماهير وتقديرها، بعد أن أدى الأمانة كما ينبغي
* لقد غادر عبد المهيمن مرفوع الرأس، وهذا وحده يدعو للفخر فمن يبني جسور المحبة بينه وبين الفريق يبقى حتى وإن ذهب
* ما حدث هو أمر طبيعي تماماً، فقد مارس مجلس إدارة الهلال صلاحياته بصورة حضارية وراقية، وهو ما يؤكد أن النادي يُدار بعقلانية، ويسير في الدرب السليم بمنح الفرص لأبنائه حسب ظروف المرحلة
* لقد رأينا كيف أن جماهير الهلال التي عبرت عن امتنانها لعبد المهيمن، في نفس الوقت رحبت بعودة المهندس القدير عاطف النور، في اطار التسلسل الطبيعي، وهذا يؤكد أن الهلال باقٍ بأبنائه المخلصين، وأنهم على إستعداد لتحمل الواجب المقدس متى ما طُلب منهم ذلك
* واحد يغادر والثاني يعود، وكلاهما مسنود بسيرته العطرة وإنجازاته المشرفة في مشهد يحكي عظمة النادي الفخيم
* إن المرحلة الحالية تتطلب منا جميعاً أن نقف صفاً واحداً خلف مدير الكرة الجديد، ندعمه ونشد من أزره، فهو (منا وفينا)، ولديه من الإشراقات والخبرة ما يجعلنا مطمئنين على انسجامه سريعاً وحسن انجاز المهام
* إن الهلال يبقى على الدوام في أيدي أبنائه المخلصين، وكلهم قادرون على حمل الراية في المكان والزمان المناسبين
* هكذا حال الرياضة عموماً ، وكرة القدم خصوصاً هي مجرد إنعكاس للحياة نفسها، إنها ساحة للتغيير والتحولات، حيث لا شيء يبقى على حاله، اليوم من يترجل، وغداً يعود آخر، وما يربطهم جميعًا هو ذلك العشق الأبدي للكيان الأزرق
* إننا نودع مرحلة ونستقبل أخرى، ولكن القاسم المشترك هو الإخلاص والتفاني الذي قدمه كل من أتى وغادر، وفي نهاية المطاف يبقى الهلال هو الباقي شامخاً بأبنائه المخلصين، الذين يمثلون له درعاً وسيفاً، سواء كانوا في الداخل أو في الخارج
* وإلى أن تشرق شمس الغد وتدور الأيام، نبقى سعداء بتعدد الخيارات الجديرة بالقيام بالمهام الصعبة كماً وكيفاً، وستظل جماهير الهلال هي السند والعزيمة التي لا تلين
* بالتوفيق لهلال الملايين في كل خطواته يا رب العالمين



