* في الوقت الذي ظل فيه المريخ يغرق حتى أذنيه في الأزمات وتحيط به المشاكل من كل جانب إنشغل إعلامه فجأة بموضوع لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بواقعه المتأزم، ليتحول الحديث لديهم كالعادة إلى أمر هلالي لا يخصهم بشيء
* السؤال البديهي ما الذي يربط إعلام المريخ بلاعب هلالي أصلًا؟ أليس الأجدر بهم أن يلتفتوا إلى ملفاتهم المشتعلة التي صارت كالحرائق في غابة يابسة؟ لكن يبدو أن دفاترهم كلها ممتلئة بالحبر الأحمر من كثرة الخسائر، فلم يجدوا غير دفاتر الهلال البيضاء ليخطوا عليها أحلامهم المكسورة
* المخجل حقاً ليس في لاعب (قاصر) أو كبير سن كما يصورون، بل في أن تعرض عن جراحك النازفة وتترك نزيفك يسيل أمام عينيك، لتنشغل بغيرك وكأنك في عطلة ترفيهية، وهذا لا يفعله إلا (القاصر) الحقيقي الذي يترك مشاكله تتراكم فوق رأسه، ثم يتفرغ لملاحقة أخبار الآخرين الذين سبقوه بمراحل ضوئية
* إعلام المريخ أثبت أنه (قاصر) بالفعل، حين إنشغل أسبوعاً كاملاً بالحديث عن تنظيم مؤتمر صحفي لا يساوي ثمن الكراسي التي وضعت فيه، بينما نسوا المضمون وما حمله من دلالات، وكأنهم يبحثون عن ظل شجرة بلا أن ينظروا إلى أصلها اليابس!
* وأي قصور أكبر من أن يخرج المدرب الصربي معلناً أنه يحب المريخ من زمان؟! جملة رومانسية لا تنقصها إلا موسيقى تصويرية حزينة، لولا أن صفاقة العبارة جعلتها أشبه بشهادة ميلاد جديدة (للقصر) الرجل شعر أنه جاء ليدرب نادياً(قاصراً ) فقرر أن يرفع السقف سريعاً ، وقال لهم أنا بحبكم من زمان… عبارة لا تُقال إلا لطفلٍ قاصر يبحث عن أي كلمة تعويضية ليغطي بها عقد النقص!
* أين أنتم من سوداكال؟ أليس هو الذي ما زالت بياناته تلتف حول رقابكم كالكوابيس وتضاعف مشاكلكم كل صباح؟ أليس هو أولى بوقتكم وأقلامكم ومساحاتكم بدلًا من مطاردة الهلال في كل شاردة وواردة وكأنكم موظفون في العلاقات العامة بسيد البلد؟
* يكفي أنكم لا زلتم في نظر سوداكال مجرد (قُصَّر) يتسلى بكم حين يشاء ويصمت عنكم حين يشاء!
* إنه إعلام قاصر بحق، يهرب من مواجهة الحقيقة بالتطاول على سيد البلد، ولو كان راشداً لما احتاج إلى وضع الهلال في بؤرة تركيزه أصلًا، بل لانصرف إلى حل أزماته الداخلية وانتشال ناديه من دوامةٍ جعلته بجدارة النادي الأول في قائمة القصور!
* أما الهلال، فماضٍ في طريقه، يصنع الإنجاز ويترك الغبار خلفه؛ بينما أنتم ما زلتم عالقين في محطة (القاصر)، تنتظرون الفرج، وتظنون أن القفز على أكتاف سيد البلد سيمنحكم طولًا أو مكانة
* لكن الحقيقة المؤلمة…أن القاصر مهما تمدد يظل قاصرًا، وأن إعلام المريخ، ما لم يواجه أزماته بشجاعة، سيبقى واقفًا أمام المرآة يرى نفسه عملاقًا، بينما يراه الآخرون كما هو، حاله كطفلٌ قاصر يمد أصابعه القصيرة نحو السماء، يحسب أن النجوم في متناول اليد، بينما هو بالكاد يلمس أطراف أزماته المتراكمة!
* (قاصر) لونو احمر۔۔۔ كل الشافه انكر ونحنا هلالنا سكر سكر سكر!ازرق بحر ابيض وسكة الضياعمن يصدق أن هلال كوستي فقد بطولة الدوري، وضاعت معه أحلام جماهيره التي كانت تُمنّي النفس بالصعود إلى الممتازسقوط أزرق بحر أبيض في غياب منافسيه التاريخيين، الرابطة والمريخ، يُعد كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى
* ومثل هذا الفشل لا يأتي صدفة، بل له مسببات عميقة تؤكد أن النادي يسير في سكة محفوفة بالضياع لابد إن تُعالج من جذورها سريعاًولأن الأمر لا يحتمل التكرار، سنعود بالتفصيل لاحقاً لكشف كواليس السقوط الحزين لهلال المدينة الجميلة، حتى تكون العِبرة حاضرة، والدروس واضحة، والمسار مختلف في المستقبل..