“منتخبنا الوطني” يغازل “المجد القاري” ويستهدف النهائي
“الداهية أبياه” يرمي بكل ثقله ويدفع بـ”كتيبة انتحارية” .. أبوجا “الدرع الحصين” .. والرباعي في التأمين
مهام مزدوجة لـ”بوغبا والرشيد وروفا” .. وكانتي وفضل وأسد يحملون الآمال السودانية
كتب : علي هباش
يهدف منتخبنا الوطني الأول لمواصلة رحلته في كتابة إحدى أكثر قصص بطولة “شان 2024” إثارة في طريقه نحو المجد القاري عندما يواجه نظيره المدغشقري في تمام الرابعة من عصر اليوم الثلاثاء على ملعب “بنجامين مكابا”، بالعاصمة التنزانية دار السلام التنزانية، برسم نصف نهائي نهائيات الأمم الإفريقية “الشان” هذا الموسم، وأقصى “صقور الجديان” وصيف نسخة 2022 الجزائر، بركلات الترجيح، في زنجبار، بعد تعادل بنتيجة 1-1 خلال 120 دقيقة، وأظهر رجال قائمة المدرب الغاني كواسي أبياه، الذي سبق له الفوز على نيجيريا بنتيجة 4-0 وتصدر مجموعة صعبة ضمت السنغال، صموداً كبيراً للوصول إلى النهاية، ويعزز هذا التأهل سمعة السودان كمنتخب أعيد إحياؤه تحت قيادة المدرب الغاني، وأكد أبياه بعد المباراة السابقة أن لاعبيه “لن يتوقفوا هنا” في سعيهم للوصول إلى أول نهائي لهم في بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، في حين؛ أذهل منتخب “الباريا” الجماهير، بذات السيناريو في ملعب، موي الدولي، في نيروبي، بعد إقصاء كينيا أحد المستضيفين، بركلات الترجيح أيضاً، بعد تعادلهما بهدف لمثله ..
الثالثة ثابتة
يُعد منتخبنا الوطني من المنتظمين في المشاركة ببطولة أمم أفريقيا للمحليين، حيث سجل ظهوره عدة مرات ونجح في تحقيق المركز الثالث مرتين؛ الأولى عام 2011 عندما استضاف البطولة وفاز على الجزائر في مباراة تحديد المركز الثالث، بعدما خسر أمام أنغولا بركلات الترجيح في نصف النهائي، والثانية عام 2018 بالمغرب بعد تفوقه على ليبيا بركلات الترجيح، وخسر أمام نيجيريا بهدف في دور الأربعة، ما يعني حصوله على برونزيتين سابقتين، إلا أنه ينشد أن تكون “الثالثة ثابتة”، بالانتصار على المنتخب الملغاشي وشق الطريق نحو النهائي، وإعادة مجد تاريخي قديم للأذهان، عندما تُوج بلقب الأمم الأفريقية الكبيرة، في عام “1970” ..
الروح والثأر والطموح
تفوح من المواجهة بين طياتها، رائحة ثأر ورد اعتبار بالنسبة لـ”صقور الجديان”، بعد خسارتهم أمام مدغشقر، في نسخة البطولة التي أقيمت بالجزائر، وتواجد المنتخبين وقتها في المجموعة الثالثة إلى جوار غانا، ما يمثل دافعاً وحافزاً إضافياً لكتيبة السودان المقاتلة من أجل اللقب، إذ يتزود رفاق “والي الدين بوغبا” والحارس محمد النور أبوجا والمهاجم الموهوب موسى حسين كانتي، بروح الإصرار والعزيمة، فضلاً عن طموحهم الوثاب ورغبتهم الجامحة في إسعاد الأمة السودانية، وكتابة تاريخ للوطن العزيز وأنفسهم في البطولة القارية، قبل كل شيء ..
أبوجا .. درع السودان الحصين

يحمي عرين “صقور الجديان”، الحارس الذي تقمص دور “طائر الفينيق” لينهض من تحت الرماد، محمد النور أبوجا، والذي بات يمثل “الدرع الحصين” لمرمى السودان، بعدما نجح في الاستبسال بمرماه بتصديات رائعة، حافظ بها على عذرية شباكه في عدة مباريات، بل أنها لم تهتز سوى مرتين في هذا المشوار، منذ بداية البطولة، وكان لأبوجا القدح المعلى ونصيب الأسد في وصول المنتخب لهذه المرحلة “نصف النهائي”، بلعبه دور “البطل” في ضربات الجزاء الترجيحية التي انتصر بها منتخبنا على نظيره الجزائري الشقيق بنتيجة (4-2)، وتصدى أبوجا لركلتين من ركلات الجزائر ويتطلع اليوم لاستمرار الاستبسال والفدائية للخروج بشباكه نظيفة ومنح زملائه الكثير من الثقة والاطمئنان ليقاتلوا بشراسة من أجل الفوز والتأهل للمباراة النهائية ..
صلابة دفاعية
شكل رباعي خط دفاع منتخبنا الوطني الأول، ياسر عوض “جوباك”، مازن سيمبو، الطيب عبد الرازق، وأحمد عبد المنعم “طبنجة”، ترسانة خرسانية تكسرت تحتها كل هجمات المنافسين السابقين، وتميز الرباعي بالتماسك والصمود واللعب بفدائية وروح عالية لدرء الخطر عن مرمى الوطن، واستمات رباعتهم في وجه المنافسين، وهو ما أدى لدخول هدفين فقط في المرمى طوال المشوار حتى الآن، ويسعى رباعي خط الظهر لمواصلة الصلابة الدفاعية في مواجهة اليوم ومنع المدغشقري من الوصول لهدفه وتشكيل الخطورة على مرمى أبوجا ..
منطقة العمليات وغياب متوقع
سيكون التعويل بدرجة كبيرة على عناصر خط الوسط “منطقة العمليات”، في إحداث الفارق للسودان، إذ تمر الهجمات عبرهم وتأمين الدفاع كذلك، ويواجه الثلاثي القائد والي الدين بوغبا، ومحمد الرشيد، وعبد الرؤوف يعقوب “روفا”، امتحاناً صعباً إذ يتعين عليهم القيام بمهامٍ جسام، تتمثل في تشكيل الساتر الدفاعي لحظة فقدان الكرة، وتموين الهجوم لدى الاستحواذ عليها، وبات غياب المقاتل صلاح عادل عن اللقاء متوقعاً، في أعقاب الإصابة التي تعرض لها على مستوى الرأس إبان الموقعة السابقة أمام الجزائر، لهذا يترشح محمد الرشيد لتعويضه ..
/////////////////////////////
الأسلحة الهجومية
يمتلك المنتخب الوطني أسلحة هجومية فتاكة أظهرت نجاعتها في المباريات السابقة، حتى إن لم يسجلوا فإنهم يكون لهم مساهمات وأثر بارز في خروج المنتخب منتصراً، حيث يملك الثلاثي مازن فضل وموسى حسين كانتي ومحمد تية أسد الذي برز بشكل قوي في المواجهة الأخيرة أمام الجزائر، وقدم نفسه كسلاح هجومي يمتلكه أبياه في قائمته، عندما راهن عليه عوضاً عن علي عبد الله “كبة”، ويقدم مازن فضل وموسى كانتي مستويات رفيعة، ما يجعلهما مؤهلان لحمل الآمال في جولة اليوم التاريخية ..
“أبياه” والمجد التاريخي
يعيش الناخب الغاني كواسي أبياه، المدير الفني لمنتخبنا الوطني الأول، أفضل فتراته الكروية مع “صقور الجديان”، بعدما بات هو “صانع الربيع” الكروي للسودان، من على الدفة الفنية، إثر تحقيقه إنجازات لا تخطئها العين بداية من التألق في التصفيات القارية المؤهلة لمونديال “2026”، مروراً بالتأهل لأمم أفريقيا “كان 2025″، والآن أضحى على أعتاب مجداً تاريخياً عظيماً سيكون حال تحقيقه، بعد وصوله إلى هذه المرحلة، فهو يناظر النهائي أمامه ويهدف لأن يكون السودان أحد طرفي كمنافس على اللقب وليس مجرد ظهور كما قالها للاعبين بفمٍ مليان مملوءٍ بالثقة (ضعوا في بالكم أننا هنا من أجل كأس البطولة)، لهذا يتوقع أن يرمي بكل ثقله في معركة اليوم، والتعويل على كتيبة انتحارية ..
الملغاشي “عنيد”
يبرز منتخب مدغشقر، بقيادة مدربه روموالد راكوتوندراب، في بطولة يسيطر عليها عمالقة كرة القدم والمنتخبات الإقليمية القوية، كممثل وحيد لمنطقة جنوب إفريقيا في نصف نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين “شان 2024″، ففي ملعب كاساراني تفوقت مدغشقر بنتيجة 4-3 بركلات الترجيح، لكن بعد تعادل مثير بنتيجة (1-1) خلال 120 دقيقة، وفي قلب هذه القصة يقف، رامانديمبيسوا لالين أريجاكا ميشال، البالغ 39 عامًا، المعروف أكثر في إفريقيا باسم “تولدو”، ولم يكن حارس المرمى، تولدو، أقل من استثنائي، فقد لعب كل دقيقة في دور المجموعات والدور ربع النهائي، ليصبح الصخرة التي لم يتمكن مهاجمو المنتخبات الأخرى من تجاهلها، وبجانبه الثلاثي المهاجم نانتيناينا “توني” إليسيه راندرامانابيسوا، أندرياميرادو أرو حسينة، توكي راكوتوندرايب.