* النادي الأزرق يعيش واحدة من أزهى فتراته وأكثرها إستقراراً على كافة الأصعدة إدارة تصرف بسخاء تعاقدات عالية القيمة، التزام صارم بالمرتبات، وبيئة احترافية تجعل منه محطة جذب لأي لاعب يطمح إلى النجومية
* لم يعد الفريق نادياً عادياً، بل تحوّل إلى مصنع للنجوم ومنصة عبور نحو الشهرة القارية
* ومع ذلك، نسمع أحياناً عن لاعبين يختارون التمرد والرحيل، في لحظة غياب وعي أو تحت تأثير وعود زائفة
* السؤال ما الذي يدفع لاعباً لترك نادٍ يمنحه المال والشهرة والاحترام؟
* الحقيقة أن هذه الظاهرة ليست جديدة على الملاعب السودانية، لكنها في كل مرة تنتهي بالخسارة على اللاعب نفسه، والشواهد عديدة أسماء لمعت تحت أضواء القلعة الزرقاء، ثم تلاشت تماماً بعد المغادرة
* كان المجد حليفهم، فلما ابتعدوا، انطفأ البريق وتاهوا في زحام النسيان
* هذا الكيان لا يشبه غيره من يخلص له يظل في القمة، ومن يبتعد يخسر الأضواء ومكانة لا يجدها في أي فريق آخر
* لقد إعتاد العملاق الأزرق على الوفاء لمن يرتدي شعاره، لكنه لا يتوقف عند من يخذلونه، فالمارد الازرق يصنع نجوماً جدداً كل موسم، ويواصل المسيرة باقتدار، فيما تتوارى أسماء الراحلين
* ما يميز الإدارة الحالية أنها لا تعطي وزناً للمتمردين، بل تغلق الباب أمام أي إبتزاز، وتتعامل مع الأزمات بصلابة وحنكة، الشعار واضح لا لاعب أكبر من الكيان، من أراد الرحيل فالباب مفتوح، لكن المسيرة باقية، والمجد يتجدد مع كل جيل جديد
* التجربة أثبتت أن الخاسر الحقيقي هو من يترك النادي الأزرق يخسر حب الملايين قبل أن يخسر عقداً قيماً أو مكاناً في البطولات الكبرى
* أما من ظنوا أن في الرحيل بداية لمجد أكبر، فقد انتهوا في صمت بعيداً عن الأضواء، ولو تأملوا مصائر من سبقوهم، لما فكروا لحظة في مغادرة القلعة الزرقاء
* ولعل الدروس ماثلة أمامنا في لاعبين كانوا أسماء ذات وزن وقيمة بالقميص الازرق، لكنها سرعان ما تلاشت من المشهد، لتؤكد من جديد أن المجد هنا لا هناك، وأن من يبتعد عن الكيان الازرق هو الضائع والمتراجع
* الإدارة الزرقاء رسّخت مبدأ أن الكيان أكبر من اي لاعب وأن المسيرة لا تتوقف، فالمارد الأزرق يجدد نجومه في كل موسم، ويواصل صناعة المجد لكل من يلتصق به باص قاتل لن نداوي نارك ولن نتمهل في وداعك!!