* أذكر تماماً أنه بتاريخ 10/7/2013 عقد الأخ الاستاذ (الطيب حسن بدوي) وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، مؤتمراً صحفياً، كنا حضوراً فيه عند الظهيرة، بمكاتب الوزارة بالخرطوم بحري، تناول الوزير وأركان حربه خلال المؤتمر الجامع، الأحداث المتعلقة بمجلس إدارة نادي الهلال برئاسة الأخ الأمين البرير، وذلك على ضوء الاستقالات الاخيرة التي تم تقديمها.. شرح الوزير ساعتها أن ديدن وزارته دائماً هو الوقوف مع أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، وأوضح أن المفوضية أصدرت قرارها رقم (14) لسنة 2013م وأشارت من خلاله إلى فقدان مجلس إدارة نادي الهلال لشرعيته.. قال الوزير يومها أنه وبعد الاطلاع على قرار المفوضية وعقب توصية مقدمة مدير عام الرياضة (مولانا محمد عثمان خليفة) أصدر القرار رقم (36) لسنة 2013م بتكوين لجنة لتصريف مهام مجلس إدارة نادي الهلال من الآتية أسماؤهم: الدكتور كرار التهامي نائب الرئيس السابق – رئيساً، فريق شرطة محمد أحمد بحر الأمين العام السابق – مقرراً وعضوية كل من: محمد المأمون (أمين المال السابق) وفوزي المرضي (المكتب التنفيذي للنادي)، وحسن محمد صالح (المراسم والعلاقات العامة)، ومحمود جبارة (مدير دائرة الكرة) وتحدث القرار عن مهام واختصاصات اللجنة في تصريف الأعمال الإدارية والمالية والفنية لنادي الهلال، بجانب أية مهام أخرى توكل لها، كما خيّر القرار اللجنة في الاستعانة بمن تراه مناسباً، وأشار القرار إلى استمرار أعمال اللجنة إلى حين إشعار آخر.. كما أصدر الوزير قراراً بالرقم (37) لسنة 2013م بتكوين لجنة لحصر وتحديد وتقييم ديون نادي الهلال وحدد مهامها في الآتي : وضع لائحة لأعمال اللجنة وإعلان الدائنين لمقابلة اللجنة بعد إبراز المستندات الدالة على الدين، وحصر الديون التي على نادي الهلال وتحديد وتقييم الديون المستحقة للإجراءات، وإتباع الإجراءات المنصوص عليها في قانون الشباب والرياضة واللائحة العامة للشباب والرياضة ولائحة الإجراءات المالية والمحاسبية وأي قوانين ولوائح مالية ذات صلة، ومنح اللجنة الحق في استدعاء أي شخص لتقديم بينة أو طلب مستند يتعلق بمهامها، إلى جانب الاستعانة بمن تراه مناسباً بعد إخطار الوزير، وحدد القرار فترة التكليف بشهرين من صدوره.كما جاء تكوين اللجنة حصر الديون من الآتية أسماؤهم: المستشار عبد الرحمن الطيب رئيساً، المستشار قرشي بيّن رئيساً مناوباً وعضوية كل من: المستشار حيدر محجوب تمساح (ممثل المراجع القومي بالخرطوم)، خالد محمد حمزة (حسابات وزارة المالية)، عبد الحليم مبارك نصر (الإدارة العامة للرياضة)، المستشار القانوني لنادي الهلال والمستشار القانوني لوزارة الشباب والرياضة عضواً ومقرراً.# أعود واقول أنني اذكر تماما قبل كلمة الاخ الوزير، أنه قد تحدث المقدم معاش شوقي خطاب المدير العام للمفوضية الذي أشار إلى عدم شرعية المجلس عقب استقالة اللواء حاتم أبو القاسم وأبو بكر عبد اللطيف العسقلاني، وبعد اعتذار محمد أحمد محمد الكعيك وعمر محمد الصادق لتصعيدهما إلى المجلس، بجانب عدم إقامة علي همشري بالسودان مما يجعل عدد أعضاء المجلس (8) ليفقد بذلك الشرعية.. اي النظام الأساسي لنادي الهلال يقول: يتكون مجلس إدارة نادي الهلال من 9 أعضاء على الأقل.بعد أن خرجنا من مبني الوزارة بالخرطوم بحري، وما خرج به مؤتمر الوزير من قرارات، توالت ردود الأفعال حيث شن البرير هجوماً عنيفاً على الوزير ومدير عام الوزارة “الخليفة” عبر الإذاعة الرياضية واعلن صراحة اللجوء للمحكمة الإدارية لاسترداد حقوقهم، واذكر كذلك أن البرير اتهم الوزير بتقويض الديمقراطية بالنادي، منوهاً إلى جلوس شخصيات نافذة مع الوزير ومطالبتها بحل المجلس الشرعي وقال : لماذا هذا التعامل غير العادل من الوزير الذي ذهب إلى جمال الوالي في منزله خلال الأزمة المريخية للتشاور معه بشأن الحلول وبالمقابل لم يكلف نفسه الاتصال بي. وأوضح البرير أن مولانا محمد عثمان خليفة هو مهندس هذه المؤامرة، وكشف عن شروع مستشاريه القانونيين في اللجوء للمحكمة الإدارية لاسترداد الشرعية. وأكد البرير عدم اعترافه باللجنة التي كوّنها الوزير لحصر الديون لعدم قانونيتها معلناً نيته تقديم أحد شيكات المديونية التي يطالب بها الهلال اليوم لاسترداد جزء من حقوقه. وقال: لديّ ديون على الهلال قدرها (14) مليارا.# الجدير بالذكر ان البرير عقد اجتماعاً طارئاً مع أعضاء مجلسه عقب صدور القرار، وأكد رفض الأعضاء للعمل باللجنة.. حيث كان أول المعتذرين عن العمل في لجنة التصريف الراحل محمد احمد بحر ثم تبعه محمد المأمون ابن اخت الأمين البرير وأمين المال في المجلس المحلول وكذلك الراحل فوزي المرضي
* يومها خرج الاستاذ الفاتح مختار المستشار القانوني للهلال وأكد رغبته في تصعيد القضية إلى أعلى المستويات من أجل استرداد الشرعية، وقال: لماذا يتم رفض تصعيد عضو الجمعية علي همشري الذي لم يتم الطعن في أهليته من قبل أعضاء الجمعية؟ وأضاف: حسب نص المادة (28) من قانون الشباب والرياضة فإن الإقامة بالسودان لم تكن شرطاً، وإنما طالبت تلك المادة أن يكون العضو سودانياً يجيد القراءة والكتابة ولا يقل عمره عن (18) سنة ولم يسبق أن أدين في قضايا الشرف والأمانة
* لم تنته الازمة عند هذا الحد في ذلك اليوم الموافق العاشر من شهر يوليو 2013 حيث كان فريق كرة القدم مجابها بالتزام أداء مباراة في الدوري الممتاز أمام الأهلي عطبرة، وبالفعل جمعت لجنة التصريف الفريق الذي تناول وجبة الإفطار بدعوة كريمة من مطعم حوش السمك بام درمان وغادر إلى عطبرة برئاسة عضو مجلس التصريف ومدير الكرة الكابتن السادة وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق، وباهدار تلك النقطتين في آخر دقائق المباراة خسر بطولة ذلك الموسم.. سجل هدف الهلال في تلك المباراة الكابتن مهند الطاهر.
* لاحقاً، وبعد أيام قليلة، استطاع الأمين البرير أن يُبطل قرار السيد الوزير بواسطة محكمة الطعون الإدارية، وبالتالي أصبح قرار الوزير بتكوين لجنة تصريف برئاسة الدكتور كرار التهامي في حكم العدم ولا أثر له مطلقا.. عندها سار الوزير إلى حل الازمة وعقد اتفاق مكتوب استمر بموجبه مجلس الأمين البرير في قيادة الهلال وكان أجل الاتفاق ستة أشهر، ولكن الامين لم يلتزم بالفترة المقررة وسارع مجلسه بتقديم استقالات جماعية وكان ذلك في نهاية شهر 11 من العام 2013 وقد جاء في أنباء تلك الأيام الآتي: (تفاقمت الأزمة بين وزارة الرياضة السودانية ونادي الهلال عقب استقالة تقدم بها مجلس إدارته الخميس الماضي مما دفع الأخير إلى إعلان انسحابه من مواجهة غريمه المريخ بنهائي الكأس الذي كان مقررا عصر الاثنين في ملعب مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق جنوب شرق البلاد.. وبرر الهلال قراره بعدم وجود مجلس إدارة أو أي لجنة مساعدة تقف على سفر الفريق إلى الدمازين، علما بأنها المرة الأولى في المسابقة أن يخوضها الفريقان خارج العاصمة الخرطوم وسيحضرها عدد من القادة السياسيين والعسكريين، في مسعى “لتأكيد استتباب الأمن
” بولاية النيل الأزرق التي تعاني بعض مظاهر الانفلات الأمني.. وأكد مسؤولون بالفريق أن النادي كان مجبرا على الانسحاب بسبب عدم صرف مستحقات اللاعبين من رواتب وحوافز مباريات بطولة الدوري الممتاز الذي توج به المريخ قبل أيام.. وتأتي استقالة مجلس إدارة الهلال بقيادة الأمين البرير تنفيذا لاتفاق تم بين البرير ووزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم الطيب حسن بدوي بعدما فقد المجلس شرعيته باستقالة أغلبية أعضائه.
* إلى هنا بدأت أزمة الهلال في الانجلاء بذهاب مجلس البرير، وبعد أيام تم إعلان لجنة تسيير جديدة بقيادة المهندس الحاج عطا المنان في نهاية عام 2013 ولكن لم يذهب الفريق إلى الدمازين لأسباب فنية وإدارية ولم يكن في معسكر الفريق بالمهندسين من اللاعبين سوى (…… علاء الدين) في غرفة التسجيلات تحت حراسة محمد عثمان كوارتي وعادل عمرابي.
