- في الواقع أعلن مجلس إدارة نادي الهلال أنه لا نية لديه لتجديد التعاقد مع المدرب الكونغولي فلوران إيبينغي، غير أن الأجواء على الأرض لا تزال أكثر مرونة مما يبدو فالساحة الزرقاء لم تتعامل مع الملف على أنه (مغلق) بل ظلت تمسك بطرف الأمل وكأن الفصل الأخير لم يُكتب بعد
- فرغم وضوح القرار إلا أن جمهور الهلال فجزءٌ كبير منه لا يزال يتعاطى مع نهاية العلاقة بحذر عاطفي، وأمل صريح في استمرار الرجل لفترة إضافيه
- وليس الجمهور وحده من يميل لهذا الاتجاه، بل أقلام هلالية مرموقة في قامة الاساتذة قسم خالد وعمرابي عبّرت عن تمسكها بهذا الأمل، وقدمت مرافعات رصينة تستحق التقدير والتأمل وكافية لان تجعل من فلوران ملفاً مفتوحاً على الطاولة رغم صدور القرار
- وفي الشارع الهلالي هناك تيار عريض يرى أن رحيل فلوران ليس خطوة موفقة و قد يُربك المشهد أكثر مما يُعيد ترتيبه، يستند هذا التيار إلى أن المدرب يعرف الفريق جيداً، ويحتفظ بعلاقة إيجابية مع اللاعبين، خصوصاً المحترفين الذين استقدمهم بنفسه، كما يخشى البعض من أن يؤثر رحيله على استقرار الفريق وربما يؤدي إلى مغادرة بعض الأسماء المؤثرة لاحقاً
- ويعزز هذا الإتجاه موقفه بالقول إن فلوران لم يفتعل المشاكل، ولم يدخل في صدامات، بل عمل بهدوء، وتحمل الضغوط بصبر، ولم يكن يوماً عبئاً على المنظومة، وهي صفات نادرة في مدرب أجنبي خاصة في بيئة الكرة السودانية التي لا تخلو من التوتر والضغوطات
- لكن على الجانب الآخر، هناك من يرفض تمامًا فكرة بقائه، ويرى أن فلوران نال فرصته كاملة غير منقوصة، فقد وُفّرت له المعسكرات، ودُعّم بالصفقات، ومُنح المساحة الكاملة لفرض رؤيته الفنية ومع كل ذلك لم يحقق الأهداف المعلنة، ولم يُقدّم ما يشفع له بالاستمرار وهي وجهة نظر لا تخلو من المنطق أيضًا
- شخصيًا وبعيداً عن مع أو ضد، ما لفت إنتباهي هو أن جمهور الهلال ولأول مرة يحنّ إلى مدرب انتهت فترته، وهي حالة نادرة في نادٍ عُرف عن جمهوره شغفه الدائم بالتغيير والتجديد، ويبدو أن فلوران، وإن لم يُتوّج بالبطولة السمراء فقد ترك أثرًا أخلاقيًا وسلوكيًا طيبا يُحسب له بكل تأكيد
- سواء استمر فلوران مع الهلال أو لم يستمر، تبقى العلاقة التي جمعته بالنادي علاقة مشرفة والسيرة الحسنة التي تركها محفوظة تمامًا، كما خرج هو أيضًا بانطباع محترم عن الهلال وجماهيره
- إنها تجربة تليق بكلا الطرفين، حتى وإن لم تكتمل فصولها من جديد
- ربنا يعين مجلس الهلال في اتخاذ القرار الذي يُحقق مصلحة الفريق، ويقود إلى موسم أكثر استقرارًا وتوهجًا، وأيًا كان القرار، فسيظل قرارًا صعبًا نظرًا لتضارب المعطيات، وتشابك المواقف واختلاط العاطفة بالحسابات الفنية
Menu
