إدارة الهلال تعاني الأمرين وتعيش صيفاً ساخناً
نشر المفاوضات “سوس” ينخر في جسد الهلال
يواجه نادي الهلال صيفاً انتقالياً شاقاً ومُعقّداً، في ظل سعيه لإعادة ترتيب أوراقه على صعيد الجهاز الفني واللاعبين الأجانب، بعد نهاية تجربة المدرب الكنغولي فلوران إيبينغي والذي ينتهي عقده بنهاية الشهر الجاري إلا أن طريق التعاقدات بات محفوفاً بالعقبات التي تعيق تحركات النادي في سوق الانتقالات.
ظروف الحرب تعيق الجذب
وتأتي الحرب المشتعلة في السودان في صدارة التحديات التي تعرقل مساعي الهلال في ضم مدرب أجنبي جديد أو التعاقد مع لاعبين محترفين. إذ تثير الأوضاع الأمنية الحالية مخاوف لدى العديد من الأسماء المطروحة، ما يدفعهم إلى رفض فكرة القدوم أو حتى الدخول في مفاوضات متقدمة، خوفاً من المجهول في بيئة غير مستقرة.
وبات الهلال مجبراً على تقديم ضمانات استثنائية وتسهيلات إضافية لجذب الكفاءات، في وقت يفضل فيه اللاعبون والمدربون الانتقال إلى بيئات أكثر اماناً واستقراراً .
التسريبات تُفشل الصفقات
وإلى جانب تعقيدات الحرب، يعاني الهلال من ظاهرة التسريبات الإعلامية التي باتت تضر بشكل مباشر بمسار مفاوضاته. فكلما اقترب النادي من حسم صفقة، سواء مع مدرب أو لاعب، تتسرب التفاصيل إلى العلن، لتفتح الباب أمام تدخلات خارجية تُفشل ما تم التوصل إليه.. وغالباً ما تاتي التسريبات من بعض وكلاء المدربين واللاعبين.. وسعي بعض الجهات للسبق في النشر على حساب مصلحة الهلال مما يضع هؤلاء في خانة أعداء النادي ..
إنهيار صفقة ريجيكامب
وكانت أبرز الأمثلة على ذلك صفقة المدرب الروماني لورينت ريجيكامب، الذي كان قريباً جداً من التوقيع على عقد مع الهلال، بعد الوصول إلى اتفاق مبدئي ووصوله إلى القاهرة للتوقيع النهائي إلا أن تسريب خبر المفاوضات أدى إلى تدخل وسطاء ووكلاء، ما أفسد الصفقة في اللحظات الأخيرة.. وحذر أعداء الهلال وأصحاب الاجندة الخاصة المدرب من التوقيع للهلال متعللين بظروف الحرب
والمشهد نفسه تكرر في أكثر من مناسبة، حيث تم الكشف عن مفاوضات مع لاعبين ومدربين قبل إعلانها رسمياً، ما عرّض الهلال لخسارة جهود كبيرة بذلت خلف الكواليس.
الحاجة إلى استراتيجية محكمة
ويجد الهلال نفسه أمام ضرورة مراجعة آليات التفاوض ووضع حد لتسريب المعلومات الحساسة التي تُدار خلف الأبواب المغلقة، إضافة إلى تطوير أدوات التواصل مع الأطراف الأجنبية لطمأنتهم بشأن الوضع الأمني والرياضي في السودان.
سرية وضغوط جماهيرية
ومع اقتراب الموسم الجديد، تبدو مهمة إدارة الهلال أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، إذ تتطلب توازنًا دقيقًا بين العمل بسرية تامة والتعامل بمرونة مع واقع أمني متأزم، وسط ضغوط جماهيرية كبيرة للمنافسة محلياً وقارياً..