بوبكر تور : الهلال قدم موسماً مثالياً ووجوده منح البطولة زخماً كبيراً
صدام الددة : أزرق السودان حمل تاريخاً كروياً وإرثاً رائعاً
آمنة المصطفى : مشاركة رفاق الغربال ناجحة وقدموا تجربة ناضجة
استطلاع : سفيان عمر
عقب إنتهاء موسم الهلال في الدوري الموريتاني والذي توج فريق الهلال بطلاً له بعد أداء أكثر من رائع جعله يتسيد البطولة وبفارق ستة نقاط عن أقرب منافسيه اف سي نواذيبو الموريتاني..
فمشاركة الأزرق في الدوري الموريتاني و تتويجه التاريخي كان قد حظي بحديث واسع من قبل الإعلام العربي والأفريقي، “الزرقاء” بدورها استنطقت بعض زملاء السلطة الرابعة بموريتانيا حول مشاركة الأزرق التاريخية وتتويجه بالبطولة الموريتانية..
الإعلامي بوبكر تور مقدم برنامج بالموريتانية الرياضية ووكالة الأنباء الموريتانية تحدث بشكل إيجابي عن مشاركة القمة السودانية والهلال على وجه الخصوص معدداََ الفوائد الفنية المكتسبة لأندية السوبر 1 حيث قال:

من وجهة نظري أعتقد بأن مشاركة قطبي الكرة السودانية في البطولة الوطنية لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم كانت مشاركة لها أبعاد فنية كبيرة حيث أن وجود ناديي الهلال والمريخ يصفتهما يدخلان ضمن قائمة الأندية الكبيرة على مستوى القارة الإفريقية وعلى المستوى العربي بحكم تاريخهما الحافل بالإنجازات فإن تواجدهما في الدوري الموريتاتي كان بمثابة اختباراً حقيقياً للأندية الموريتانية ولدورينا.
على الورق كانت كل الترشيحات تصب في صالح الفريقين حيث اعتقدنا جميعا بأن الفارق بينهما وبين أنديتنا المحلية سيكون كبيراً في نهاية الموسم نتيحة للفارق في الإمكانيات الفنية واللوجستية و لكن مع نهاية الموسم الكروي جاءت النتائج عكس التوقعات حيث كانت بعض الأندية المحلية نداً قوياً لكبيري الكرة السودانية وهذا ما اتضح من خلال المواجهات بينهما وبين الفريقين وكذلك عندما نلقي نظرة شاملة على جدول ترتيب البطولة نلاحظ بأن الفارق بين الهلال المتوج بالبطولة و وصيفه بطل موريتانيا افسى نواذيبو ليس فارقاً كبيراً ، أما المريخ فلم يكن في أفضل حالاته هذا الموسم وانعكس ذلك بشكل واضح على مشاركته في دورينا من خلال تكبده للعديد من الهزائم مقارنة بالهلال الذي قدم موسماً كبيراً سواء على المستوى المحلي أو على مستوى دوري الأبطال الذي خرج منه على يد الأهلي الذي يمتلك الرقم القياسي من حيث عدد مرات التتويج باللقب الإفريقي الأهم.
المشاركة بحد ذاتها كانت مفيدة للدوري الموريتاني والأندية المحلية من خلال احتكاكها بمدرستي الهلال والمريخ و أكدت على أن الدوري الموريتاني دوري تنافسي رغم قلة الإمكانيات ونقص الخبرة بالنسبة للأندية المحلية باستثناء أفسى نواذيبو الذي خاض عدة تجارب خارجية عبر مشاركته في دوري الأبطال الموسم الماضي حينما تأهل لدور المجموعات لأول مرة في التاريخ كما سبق له وأن شارك في دور المجموعات من كأس الكونفدرالية الإفريقية وكذلك على مستوى دور المجموعات من دور أبطال العرب و قبل أن نودع كبيري كرة القدم السودانية لا يسعنا إلا أن نثمن هذه المشاركة وهذا التواجد خلال موسم كروي طويل شرفونا فيه بتواجدهما بيننا حيث قدموا الإضافة على الصعيد التنافسي وكذلك على المستوى الإعلامي حيث أن وجودهما أعطى زخماً إعلامياً كبيراً للدوري الموريتاني ومتابعة جماهيرية عريضة كان لها الدور الكبير في تسويق الدوري المحلي خارجياً بشكل كبير
من الجيد جدا أن يكون من ضمن نتائج هذه المشاركة خلق آفاق جديدة وشراكة بين كرة القدم الموريتانية وكرة القدم السودانية في المستقبل القريب يسعى من خلالها الطرفين لتطوير كرة القدم على مستوى البلدين الشقيقين
اما الزميل الإعلامي صدام الدده فقد تحدث عن المشاركة بوصفها انها تجسد مدى التفاهم وعمق العلاقة بين السودان وموريتانيا معدداََ المكاسب التي جنتها الأندية الموريتانية من تواجد القمة السودانية في الدوري الوطني دعونا نتابع ما قاله صدام :

حملت مشاركة الاندية السودانية في الدوري الوطني الهلال والمريخ من الدلالات ما لايُمكن حصره في الجانب الرياضي فقط، فقد كانت تأكيداً على عمقِ العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين، و مدى تقارب الشعبين، وهو أمر مُنتظر من موريتانيا أن تقوم به تجاه السودان، البلد الذي يُعتبر الوطن الثاني للموريتانيين، كما أن التقارب الثقافي بين الشعبين كبير وجيد وماكانت هذه المشاركة الشرفية لكبيري السودان إلا دليلاً إضافياً عليه.
كروياً رغم التحديات حمل كبيرا السودان معهما إلى موريتانيا تاريخاً كروياً عريقاً ، وثقافة تنافسية ضاربة في القِدم، وجودة تكتيكية و فنية واضحة للجميع، كما أنها مثَّلت فرصة للأندية السودانية للاستمرار في المنافسة، والحفاظ على جاهزية لاعبيها، وتوفير بيئة آمنة، خاصة وأن الناديين كانا يشاركان في بطولات قارية مهمة، وكانت التجربة عاملاً إضافياً كبيراً في نجاح هذه المشاركة، خاصة للهلال الذي خرج بشق الأنفس أمام الأهلي المصري في ربع نهائي دوري الأبطال..
أما في مايتعلق بالجانب الموريتاني، فقد كانت الاستفادة كبيرة وعلى مستويات عدة، فنياً، وجماهيرياً و إعلامياً.
فمن الناحية الفنية كان الاحتكاك بمدارس عريقة و مدربين محترفين فرصة للمدربين واللاعبين الموريتانيين لاختبار مستوياتهم، ومعرفة الفوارق بينهم وأندية النخبة في افريقيا.
ومن الناحية الجماهيرية فقد جعل وجود الفريقين الدوري الوطني محطَّ أنظار عديد الجماهير العربية والإفريقية، خاصة الأخوة السودانيين الذين اصبحوا يعرفون الكثير عن كرة القدم الموريتانية وهو مالم يكن ليتحقق في القريب العاجل لولا مشاركة الناديين في الدوري الموريتاني.
و إعلامياً من خلال تسليط الضوء العربي على الدوري الموريتاني، وتوسيع دائرة الاهتمام به، وتوطيد العلاقات بين الإعلاميين الموريتانيين وزملائهم السودانيين..
لم يكن الدوري الوطني هذا الموسم مجرد بطولة تنافسية، بل كان لغة مشتركة أعادت صياغة العلاقات بين الأندية، وقدّمت مشهداً رياضياً ناضجاً يليق بطموحات الشعبين.
فمشاركة الهلال والمريخ السودانيين لم تكن مجرد طوق نجاة مؤقت، بل فرصة لبناء جسور طويلة الأمد من التعاون الرياضي بين البلدين الشقيقين.
ختاماً مثل هذه المبادرات لا تُقاس فقط بالنتائج أو الترتيب في جدول الدوري، بل تُوضح مدى التفاهم بين البلدين، وتوجه رسالة واضحة المعالم أن موريتانيا كانت وستظلُّ دائماً طوق النجاة للسودان، وأننا كموريتانيين متأكدون مما لاشك فيه أن السودان كانت لتتعامل بالمثل تماماً لو أن الصورة انقلبت وكانت موريتانيا هي من تحت وطأة الحرب.
حفظ الله بلدنا الثاني السودان وأعاد له السكينة والأمان، ولن نقول وداعاً للهلال أو المريخ، بل إلى لقاء قريب، لأن الفريقين خطفا قلوب الموريتانيين، ونحن خلفهم دائماً حتى وإن لعبوا في ملاعب أخرى.
الزميلة الصحفية آمنه محمد المصطفى والتي رافقت الهلال في معظم مبارياته ومحطاته بالدوري الوطني حيث تواجدت على ملعب شيخنا بيديا رفقة الأزرق حتى في محافله الأفريقية أيضاً اتخذت نفس نهج زميليها حيث أشادت بتتويج الهلال ومشاركته في الدوري الموريتاني وأيضاً عرجت على الفوائد الفنية التي جناها الطرفين الأندية الموريتانية ونادي الهلال، دعونا نتابع ما قالته الزميلة آمنة :

بخصوص مشاركة الهلال في الدوري الوطني اعتقد أنها ولاشك كما يدرك الجميع هي مشاركة إيجابية أضفت وزادت من الوعي بالتنافس وكسب خبرة أكبر عند الأندية كما هو الحال في مشاركة غريمه المريخ فقط كانت مشاركة تعتبر انعكاساتها ومكاسبها للجانبين وقد أجمع عدد كبير من المدربين والصحفيين والشارع الرياضي أنه هذه المشاركة والتجربة ستكون مفيدة للأندية الوطنية في ظل مشاركة ناديين يحملان عراقة وأصالة وخبرة كبيرة وطويلة على جميع الأصعدة .
كما عززت العلاقات بين الشعبين وتم بناء علاقات وتعاون بين أزرق السودان وبين الأندية .
وخارج إطارها الرياضي مشاركة عكست الروابط بين الشعبين والتقارب في الثقافات والتشابه الكبير بيننا كما فتحت الآفاق لتعاون كبير بيننا
وعن صدارة الهلال للدوري ورغم صعوبة الموسم والتنافس القوي إلا أن الهلال أثبت جودته الكروية والنفس الطويل الذي يتمتع به رغم مشاركته في دوري الأبطال حتى ربع النهائي وهو ما جعله أمام كم كبير من المباريات المؤجلة وبعض الاصابات والغيابات لكنه تمكن بخبرته من تجاوز كل تلك العوائق ليعتلي الصدارة ويتوج البطل الشرفي للدوري الوطني في موسم مختلف إستثنائي كبير حظي بمتابعة أكبر واهتمام أكثر..