الواقع يختلف عن الرغبة
علاء الدين السناري
يُخطط الاتحاد السوداني لكرة القدم لإقامة دوري النخبة، وقد أصدر بالفعل برمجة رسمية للبطولة بمدينتي كسلا والقضارف خلال الفترة من 31 مايو وحتى 24 يونيو.
لكن وعلى الرغم من هذه الخطوة، تلوح في الأفق مجموعة من الصعوبات الكبيرة التي تهدد بإلغاء المسابقة أو تعقيد تنظيمها، وأبرزها ما يلي.
عدم الاستقرار الأمني
رغم اختيار مدينتي كسلا والقضارف لما يُعتقد أنهما مناطق آمنة نسبياً، إلا أن الحرب الدائرة حالياً في البلاد تلقي بظلالها حتى على هذه المدن.
تتكرر المسيرات والتفجيرات بين الحين والآخر، ما يجعل جميع المدن تحت التهديد الأمني، وهو ما يُشكل خطراً مباشراً على الفرق، الطواقم الفنية، والجماهير، ويُثير تساؤلات حول جدوى تنظيم البطولة في هذه الظروف.
أزمة السكن
تعاني المدن “الآمنة” من أزمة سكن خانقة نتيجة النزوح الكبير إليها، حيث امتلأت المنازل، والشقق المفروشة، والفنادق.
وأمام هذه الظروف، تجد البعثات الرياضية القادمة من مختلف الولايات صعوبة حقيقية في إيجاد مقرات إقامة مناسبة، خاصة في ظل الضغوط الكبيرة التي تواجهها حكومات الولايات لتوفير أبسط مقومات الحياة لمواطنيها، ما يجعل من غير الواقعي التعويل عليها في إيجاد حلول لأزمة السكن للفرق المشاركة.
أزمة مادية
تعاني الأندية السودانية، باستثناء الهلال والمريخ، من ضائقة مالية حادة، تجعل من الصعب عليها تغطية نفقات المشاركة في دوري النخبة، خصوصًا في ما يتعلق بتكاليف الإقامة، الإعاشة، الرواتب، النثريات، والتنقلات.
ويزداد الوضع سوءًا في ظل غياب الدعم المالي الواضح من قبل الاتحاد السوداني لكرة القدم أو حكومات الولايات، ما يُضعف فرص إلتزام الأندية الستة المتبقية بالمشاركة الفعالة.
أجانب القمة
تضم صفوف الهلال والمريخ عددًا كبيرًا من اللاعبين المحترفين الأجانب، بالإضافة إلى أجهزة فنية أجنبية. وبطبيعة الحال، يرفض الأجانب السفر إلى مناطق غير مستقرة أمنيًا، خاصة في ظل التقارير المستمرة عن التهديدات الأمنية بالمسيرات
كما أن إدارات الناديين تخشى المخاطرة بسلامة عناصرها الفنية واللاعبين، ما يفتح باباً جديداً من التعقيدات أمام مشاركة القمة في البطولة.
رؤية غير واضحة
على الرغم من المجهودات التي يبذلها الاتحاد السوداني لكرة القدم، إلا أن الرؤية التنظيمية لدوري النخبة لا تزال ضبابية.
فحتى الآن، لا تمتلك الأندية معلومات دقيقة حول أماكن الإقامة، ولا عن مدى جاهزيتها من حيث توفر المياه والكهرباء، وهما خدمتان تعانيان من انقطاعات متكررة.
كما لا توجد تفاصيل واضحة عن خدمات الإعاشة والنقل الداخلي، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الوقود وانعدام الاستقرار في سلاسل الإمداد.
بين الطموح والواقع
بين التحديات الأمنية، والأزمات الاقتصادية والمعيشية، والضبابية التنظيمية، تقف بطولة دوري النخبة في مفترق طرق حقيقي.
فما بين الطموح الكبير والرغبة في استمرار النشاط الكروي، تفرض الواقع القاسي معادلة يصعب كسرها دون تدخلات فعلية وحلول جذرية.
